في عصر خلافة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حدثت عدة حروب مع بعض الذين كانوا يريدون الاستيلاء على الخلافة وهدم الاسلام. ونتيجة لهذه الحروب ظهرت طائفة تسمى بالخوارج وهم فئة من المسلمين رفضوا اطاعة الامام علي عليه السلام.
وفي يوم من الايام اجتمع عدد من هذه الطائفة وقالوا يجب ان نقتل هؤلاء الطامعين ونقتل ايضا الامام علي عليه السلام حتى نريح الناس منهم. فأتفقوا على تاريخ معين لقتل ثلاثة اشخاص في ذلك اليوم وهؤلاء هم الامام علي عليه السلام ومعاوية ابن ابي سفيان وعمرو بن العاص. وعندما حل ذلك اليوم كان ابن ملجم قد وصل الى مدينة الكوفة ينتظر ساعة الانطلاق.
وفي فجر يوم التاسع عشر من رمضان خرج الامام علي عليه السلام كعادته لمسجد الكوفة ليؤذن ويصلي صلاة الصبح فلما اراد الخروج من بيته صاحت الاوزات التي كانت في البيت بوجهه كأنها تقول له لا تخرج. فخرج الامام الى المسجد وبينما هو يصلي فاذا بأبن ملجم يتهيأ وكان قد خبأ سيفه فلما سجد امير المؤمنين ضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف فشقه فصاح امير المؤمنين فزت ورب الكعبة (لانه استشهد في بيت الله كما اخبره رسول الله (ص))، فهرب ابن ملجم وصاح الامام لا يفوتكم !.
وكان الناس يبكون من شدة المصيبة وضجت المدينة بالصراخ والعويل والحزن الشديد وبينما هم كذلك اقبل بعضهم ماسكا بأبن ملجم فأمرهم الامام علي عليه السلام بأن لا يؤذوه وان ينتظروا فأن مات الامام بسبب ضربة ابن ملجم هذه فيقيموا عليه الحد (الحكم الاسلامي) واما اذا لم يمت الامام بسببه فسينظر هو في امره.
انظروا كيف كان الامام حتى مع اعدائه عادلا.ولكنه عليه السلام بقي الى يوم الثاني والعشرون واستشهد بسبب هذه الضربة وامر ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ان يدفناه في الغري (النجف الاشرف) حيث موضع قبر النبي آدم والنبي نوح عليهما السلام.
وهكذا فقدت الامة الاسلامية احد انبل واشجع الرجال بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واقرب الاشخاص اليه.