3amar المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 334 3 تاريخ التسجيل : 12/11/2009 الموقع : www.TvSoft.net
| موضوع: الذكاء من الألف إلى الياء الخميس مارس 25, 2010 9:19 pm | |
| احتل موضوع الذكاء وقياسه مكانة مهمة في الدراسات والبحوث النفسية و التربوية منذ مطلع القرن الماضي, و ساهمت الدراسات الأولى في ميدان علم النفس الفرقي التي تمركزت حول الفروق الفردية في الذكاء والقدرات العقلية في تطور حركة القياس النفسي.أولاً: المفاهيم غير النفسية للذكاء:شغل موضوع الذكاء حيزاً كبيراً من اهتمام الفلاسفة و المفكرين منذ أقدم العصور , وقد نشأ مفهوم الذكاء في إطار الفلسفة القديمة ثم أصبح موضوعاً للدراسة في العلوم البيولوجية و الفيزيولوجية و لا سيما الفيزيولوجية العصبية وعلم الوراثة .1. المفهوم الفلسفي للذكاء:مفهوم الذكاء هو بالأصل مفهوم فلسفي , و لعل المحاولة الأولى في دراسة النشاط العقلي عند الإنسان ترجع إلى الفيلسوف اليوناني أفلاطون الذي انتهى من خلال تأمله إلى تحليل النفس البشرية إلى ثلاثة مكونات أو مظاهر رئيسية هي : الإدراك : الذي يدل على الناحية المعرفية أو العقلية للنشاط البشري , والانفعال : الذي يدل على الناحية العاطفية أو الوجدانية , والنزوع : الذي يؤكد الفعل أو الرغبة في الفعل و الأداء, أما أرسطو فقد طرح تقسيماً لخص فيه القوى العقلية في مظهرين اثنين فقط : الأول عقلي معرفي , والثاني انفعالي خلقي.ويرجع الفضل إلى الفيلسوف الروماني شيشرون الذي لخص النشاط الإدراكي المعرفي بكلم ة واحدة هي الذكاء intelligence التي ترجع إلى الكلمة اللاتينية intelligentia التي ابتكرها هذا الفيلسوف .2. المفهوم البيولوجي و الفيزيولوجي للذكاء:يؤكد المفهوم البيولوجي للذكاء دوره الأساسي في تمكين الكائن البشري من التكيف مع شروط البيئة المعقدة و دائمة التغير , ويعود الفضل إلى هربرت سبنسر في صياغة هذا المفهوم في أواخر القرن التاسع عشر حيث نظر إلى الذكاء بوصفه قدرة على التكيف الفرد والنوع مع البيئة والمحيط, وقد تأثر سبنسر إلى حد كبير بنظرية دارون في النشؤ والارتقاء .و قد تبنى سبنسر مفهوم التكيف وهو مفهوم بيولوجي أساساً حاول من خلاله تفسير النشاط العقلي برمته . كما اخذ من نظرية دارون فكرة التعقد والتنوع و التعدد في عملية التطور.ومن البحوث التي عززت وبلورة مفهوم الذكاء بحوث ج.س. بولتون الذي يربط بين الذكاء و عدد الخلايا القشرة المخية , وبحوث لاشلش و هب التي أكدت الطبيعة التكاملية لوظائف الجهاز العصبي.وقد حاول ثورندايك في نظريته الارتباطية أن يفسر الذكاء وفق الآلية السلوكية الشهيرة مثير ـ استجابة , وقرر ثوراندايك أن الفروق بين الذكي والغبي هي فروق في عدد الارتباطات أي إنها فروق كمية أكثر مما هي كيفية ونوعية .و لكن يعاب على هذا الاتجاه انه يعمم بعض المفاهيم المشتقة من نظريات علم الحياة و خاصة مفهوم التكيف , على النشاط العقلي عند الإنسان , كما يعمم بعض نتائج التجارب التي أجريت في نطاق علم الفيزيولوجية العصبية على الحيوانات و على هذا النشاط البشري.3. المفهوم الاجتماعي للذكاء:يؤكد المفهوم الاجتماعي للذكاء أهميته الفائقة في النشاط الاجتماعي للفرد وتفاعله مع الآخرين و نجاحه بوصفه عضواً في المجتمع , و يعد ادوارد ثورندايك احد ابرز منظري هذا المفهوم , فقد ميز بين ثلاثة أنواع أو مظاهر رئيسية للذكاء هي :1- الذكاء المجرد : القدرة على معالجة المفاهيم المجردة والألفاظ و الرموز.2- الذكاء الميكانيكي : القدرة على معالجة المواد و الأشياء المحسوسة , وفي المهارات و الأعمال اليدوية و الميكانيكية .3- الذكاء الاجتماعي : القدرة على التفاهم معه الآخرين و التفاعل معهم و التصرف بالشكل المناسب في المواقف الاجتماعية المختلفة .وقد اعد دول (doll) اختباراً لقياس الكفاح الاجتماعي كمظهر رئيسي للذكاء و اثبت صدقه من خلال الترابط العالي مع العديد من اختبارات الذكاء العام , ومنها مقياس ستانفورد بينيه .ولكن يؤخذ عليه انه مفهوم ينطوي على تفسير وحيد الجانب للنشاط العقلي.ثانياً : التعريفات النفسية للذكاء :مع تعدد مدارس علم النفس فقد ظهرت تعريفات عديدة للذكاء تعكس إلى حد كبير نظرة كل مدرسة للطبيعة البشرية وتكون الشخصية وتبلور الحالة النفسية و نظرتها لكيفية تطور الذكاء عند الإنسان, و هنا محاولة لعرض بعض هذه التعريفات .· اتجاه بينيه ـ سبيرمان ( الذكاء كقدرة عقلية عامة ): يرى أنصار هذا الاتجاه ان مصطلح الذكاء يشمل مدى واسعاً من الوظائف و القدرات , وأساليب الأداء المختلفة , ويعبر في الوقت نفسه عن طاقة أو قوة واحدة. و يرى بينيه أن الذكاء هو القدرة على توجيه الفكر في اتجاه معين و الاستمرار فيه , والقدرة على الفهم و الابتكار و النقد الذاتي .وعلى هذا فان الذكاء بنظر بينيه يعمل ككل أو انه عملية واحدة , على الرغم من أنها متعددة الجوانب متشعبة الاتجاهات.أما سبيرمان فقد توصل من خلال بحوثه التي اعتمدت منهج التحليل العاملي إلى وجود عامل عام يشارك في العمليات العقلية جميعها و يدخل في نواحي النشاط العقلي المعرفي جميعها بالإضافة إلى عامل خاص بكل عملية عقلانية على حدة, ورأى سبيرمان أن الذكاء العام يتلخص في القدرة على استنباط العلاقات و المتعلقات , وهذه القدرة أكثر ما تظهر في اكتشاف الروابط الحقيقية و الخفية بين الأشياء سواء أكانت مدركة إدراكاً حسياً أم كانت مجردة.· اتجاه التوافق مع البيئة :يرى أنصار هذا الاتجاه من أمثال شترن و بنتر و مَن , أن الذكاء هو تعبير عن درجة قدرة الفرد على التكيف أو التوافق مع البيئة المحيطة . و مع أن التكيف مع المواقف الجديدة يمثل إحدى الوظائف المهمة للذكاء فانه من الصعب قبول دعوة هذا الاتجاه إلى التوحيد بينه وبين الذكاء لما يؤدي ذلك من إهمال للعديد من الوظائف الأخرى.ثم إن مفهوم التكيف هو مفهوم بيولوجي لايشرح ماهية الذكاء و لا يكتشف طبيعة النشاط العقلي عند الإنسان و مكوناته .· اتجاه القدرة على التفكير :يوحد هذا الاتجاه بين الذكاء و القدرة على التفكير ولاسيما التفكير المجرد , ومن أنصاره تيرمان الذي عرف الذكاء على انه القدرة على التفكير المجرد و ميومان الذي عرفه على انه الاستعداد للتفكير الاستقلالي الابتكاري الإنتاجي .ولكن رد الذكاء للتفكير و التوحيد بينهما ينطوي على تجاهل جوانب مهمة في النشاط العقلي المعرفي أو جوانب اخرى تلتصق به مباشرة ( كالنشاط التذكري والنشاط العملي ...............إلخ .· اتجاه القدرة على التعلم :و يؤكد هذا الاتجاه على أن الذكاء يتمثل في القدرة على التعلم و حيث يعرفه كولفن بأنه القدرة على تعلم التكيف مع البيئة , أم وودرو فيرى انه القدرة على اكتساب الخبرات , و تعزز هذا الاتجاه نتيجة الدراسات التي أظهرت ترابطاً عالياً بين الذكاء و التحصيل الدراسي , وكثيراً ما يطلق على اختبارات الذكاء اسم اختبارات الاستعداد المدرسي مما يدل على مكانة هذا الاتجاه , في حركة القياس المعاصرة .و لكن القدرة على التعلم لا تمثل القدرة العقلية العامة بجوانبها و أبعادها كافة و لاتشرح طبيعتها , كما أن العلاقة الترابطية بين الذكاء والتحصيل الدراسي لا ترادف العلاقة السببية أي من السبب و من النتيجة .· اتجاه القدرة على حل المشكلات :يوحد هذا الاتجاه بين الذكاء و القدرة على حل المشكلات , فيعرفه سوبر : بان الذكاء هو مجموعة من القدرات المطلوبة في حل المشكلات , التي تتطلب فهم الرموز اللغوية و العددية و غيرها من الأشكال و الموضوعات المختلفة واستعمالها .ولكن القدرة على حل المشكلات هي بذاتها تحتاج إلى تعريف , و قد أشار ركس نايت إلى انه لا توجد قدرة واحدة تقوم بحل أنواع المشكلات جميعها , فالقدرة على حل أية مشكلة خاصة تتضمن عوامل خاصة بالمشكلة التي يراد حلها .· الاتجاه الشمولي ( ستودارد , فكسلر) :و يرتكز هذا الاتجاه على الاتجاهات السابقة جميعاً , ويحاول الجمع بينها في نسق واحد بهدف الوصول إلى نظرة شاملة متكاملة للذكاء ¸تغطي مكوناته ووظائفه الأساسية .1. تعريف ستودارد : انه نشاط عقلي يتميز بالصعوبة , والتعقيد و التجريد , والاقتصاد في الوقت و الجهد , والتكيف الهادف و القيمة الاجتماعية و الابتكار , وتركيز الطاقة و مقاومة الاندفاع العاطفي .و يؤخذ على هذا التعريف إن الكثير من عناصره تستعصي على القياس كما يشير تكمان.2. تعريف وكسلر : الذكاء هو طاقة الفرد الكلية على العمل بصورة هادفة و التفكير عقلانياً و التفاعل المثمر مع المحيط .و يؤخذ عليه كسابقه إن الكثير من عناصره تستعصي على القياس . ثالثاً : التعريف الإجرائي للذكاء :و قد اشتق هذا النهج من المنهج العلمي التجريبي , ومن التعريفات الإجرائية تعريف بورينغ الذي قرر أن الذكاء هو الأداء الجيد في اختبار الذكاء .و تعريف بينيه الذي يرى بأن الذكاء هو ما يقيسه اختباره .ال | |
|