موضوع: أنا عدو النساء رقم واحد .. الإثنين يناير 11, 2010 6:38 am
واعذروني إذا كنت أتجرأ وأشتم كل النساء .. فأنا وصلت إلى حالةٍ عصبيةٍ فقدت فيها عقلي .. واتزاني .. وسماحتي .. وأدبي .. وأخلاقي .
اسمعوا حكايتي :
منذ ثلاث سنواتٍ .. فكرت في أن أتزوج .. وأكمل نصف ديني .. وكأي رجلٍ يدخل السينما ويقرأ المجلات ويختلط بالناس وينظر بعينيه باليمين والشمال .. كان أملي الوحيد هو أن أتزوج امرأةً جميلةً .. وشكراً للظروف الطيبة .. فقد وجدت هذه الجميلة ..
وأي جمالٍ !!
جمال صارخ ..
بشرة بيضاء بلورية .. عود ملفوف سرح .. شعر ذهبي يرقص ويتمخطر على الكتفين .. عيون واسعة كعيون الغزلان .. فم أحمر متوهج مثل حبة الكرز .......... إلخ
جمال صارخ .. بكل معنى كلمة صارخ ..
وفرحت .. وقفزت من الفرح .. ولم أهدأ حتى كتب الكتاب .. وانتقلنا إلى بيت الزوجية السعيد .. وبدأنا أيام العسل ..
وبدأت المتاعب .. والتلميحات .. وغمزات الغزل من كل جانب .. ويا حلاوته اللي ماشي على قشر البيض .. أحب السمك الرعاش .. يا ملبن أنت .. يا قشطة .. يا لوز .. يا جوز .. يا مكسرات .. يا قشطة ..
وعلى باب البيت ينادي العيال الذين يلعبون في شقاوةٍ : معسلة أوي يا بطاطة .. والبطاطة هي هي زوجتي فاطمة طبعاً .. وتضحك الست فاطمة .. وأغلي أنا من البطاطة ونار البطاطة .. وأنا ذنبي إيه يارب بس .. عملت إيه ؟!
إذا تركتها تخرج وحدها، عادت وراءها خمس عربيات كاديلاك توصلها للباب .. وكل عربة فيها شاب صايع مسبسب .. يفتح الباب ويهمس .. عيب الحلاوة دي تمشي على رجليها .. عيب الجمال ده يتمرمط في الشارع .. الجمال ده لازم يتحط في قصر .. في جنة .. وأنا أقف عليها خدام .. سفرجي .. شوفير .. تسمحي لي يا مدام أكون شوفيرك ؟؟ .. خدامك .. عبدك .. مش هاين علي تروحي للبهيم ده .. الطعامة والقطقطة دي كلها تنام عند شيخ الغفر .. اخص على ذلك !
والبهيم اللي اخص عليه بالطبع هو سيادتي .. شيخ الغفر .. حارس أبعدية الجمال والفتنة اللي حاتوديني في داهية .
اتخانقت ودخلت القسم أكثر من مرة، واشتبكت في أكثر من معركةٍ بالدراع بسبب دمي الحامي .. أعمل إيه .. مش طايق ..
وهي مظلومة معي .. فما ذنبها في أنها جميلة ؟
إنها لا تلبس عريان .. ولا تتمخطر في مشيتها .. وطباعها مهذبة .. ومسلكها غير ملفتٍ ولا خليع .. ولكن جمالها .. جمالها يصرخ .
قفلنا علينا الباب .. وأضربنا عن الخروج .. فبدأ التليفون يدق .. ألو .. مين حضرتك .. لا أحد .. رد يا بني آدم .. البني آدم اتخرس ومع ذلك فالسماعة مرفوعة على الطرف الآخر والسكة مفتوحة ..
في نص الليل يدق التليفون .. فإذا رفعت زوجتي السماعة رنت طرقعة بوسة .. ثم انقفلت السكة .. وأحياناً تظل السكة مفتوحة .. ويدير صاحبنا تسجيلاً لأغنية شادية الأخيرة .. أكمنه يا ناس واحشني .. وخصامه كمان حايشني .. كلمته سمعت صوته .. وقفلت السكة تاني .
وأحياناً يكون صاحبنا مؤدباً فيكتفي بأن يتأوه على الخط ..
صندوق البوسطة .. لا أفتحه مرةً إلا وأجد فيه خطاباً للست .. كله أحلام وهيام وغرام .. والإمضاء .. معجب من الجيران ..
وأبدأ في مراقبة الجيران في جنونٍ ..
مين هو المجرم ابن الحرام .. ؟
أول شيءٍ أقرؤه في الصحف أخبار جهاز ضبط المعاكسات التليفونية .. ماذا تم فيه .. وكم مبلغ إيجاره .. وما هي أطول مدةٍ لإيجاره ؟
وفي الحقيقة كنت في أمس الحاجة لمليون جهازٍ .. جهاز ضبطٍ للمعاكسات التليفونية .. وجهاز لضبط المعاكسات البريدية .. وجهاز لضبط النظرات .. وجهاز لكشف نوايا القلوب .. وأخيراً جهاز لضبط أعصابي وضبط غضبي حتى لا أنفجر .. وأطق .. وأموت ..
ألا يوجد عمل للناس في الدنيا إلا زوجتي ؟؟
وكرهت الجمال .. وقرفت من الجمال .. وطهقت من الجمال الذي كلفني دم قلبي ..
وطلقت الجمال .. واسترحت ..
ومرت سنة .. ونسيت ما حدث لي من تحت رأس الزواج .. وعدت أفكر في تكملة نصف ديني .. وهذه المرة كانت نيتي أن أبحث عن زوجة وِحشة مثل غراب الليل حتى لا ينظر إليها أحد .. وحتى أستريح من المعاكسات والمطاردات وأنام ملئ جفوني ..
واخترتها .. نقاوة .. ليس فيها عضو من أعضائها سليماً .. شعرها أكرت ( أجعد ) وجهها فيه نمش .. عيناها بهما حول .. قصيرة لا تصل إلى كتفي .. سمينة مدكوكة كالبرميل .. لا تعرف لها رقبة من وسط من كتف من رجلين ..
امرأة فيها كل العبر .
واعتبرت نفسي رجلاً محظوظاً بكل هذه الوحاشة والقباحة لأنني سوف أستريح من نظرات الناس .. وسوف أنام لا يدق إلى جواري تليفون .. ولا تنزل علي تلاقيح الغزل .. ولا تطاردني طوابير العربات حتى الباب ..
واندبوا معي حظي التعس .. فهذا ما حدث بالفعل .. لم يفكر أحد في أن يعاكس زوجتي .. ولم يفكر أحد في أن يدق لها تليفوناً .. ولم يفكر مجنون أن يطاردنا بعربته .. ولم يفكر مخلوق في أن يلقي لها بنظرة إعجابٍ .. ولم يبصبص لها كلب بذنبه .. وكانت النتيجة أنها جنت .. أصبحت تقف أمام المرآة ثلاث ساعاتٍ لتضع كيس جبسٍ على وجهها ( بودرة تفتيح البشرة ) وتشد وجهها المدكوك بقناعٍ مطاطي .. وتلبس حذاء كعبٍ طوله عشرة سنتيمتراتٍ يرفع قامتها إلى أعلى .. وتمشي تتمخطر .. وتتراقص في دلالٍ ودلعٍ منفرٍ .. مقزز .. وتنظر في تبذلٍ .. تستجدي الالتفات والغزل من كل من هب ودب، من طلبة الإعدادي إلى الساقطين في الثانوية إلى الشيوخ من أرباب المعاشات مدمني الكحة .
وأصبحت التعليقات التي تترامى حول أذني من ماركة .. أعوذ بالله .. شايف الولية .. يا نهار أزرق .. أوعى تقرب منها .. دي بتعض .. أمنا الغولة .. إيه اللي جاب قفص الغوريلا هنا .. دي بتلاقيها ست بيت على كيفك بتنظف البيت أحسن من ال د . د . ت ( مبيد حشري ) دي تلاقي جوزها حاططها في البيت علشان تاكل الصراصير .. ودي حاتموت أزاي دي يا خويا .. ده عزرائيل يخاف منها يا نهار أزرق ..
ولم يعد التليفون يدق بالمعاكسات .. وإنما هي التي أصبحت تدقه وتعاكس وتقفل السكة .. وتتأوه .. وتدير اسطوانة شادية .. وتستجدي مكالمة لله .. آه لله ..
وأنا أتشنج وأضرب رأسي في الحائط .. أليس لي حق أن أكون عدو النساء رقم واحد .. عدو كل حلوة .. وكل وحشة ..
انتهت هذه القصة الحقيقية التي سطرتها لكم من إحدى الكتب التي تعنى بالمشاكل الزوجية، مع حذفٍ لبعض العبارات، ومن سياق القصة وثناياها تتضح لكم شخصية الكاتب الذي كتبها، وأنه من دولة مصر، والعبرة التي تتلخص لنا من خلال هذه القصة باختصارٍ شديدٍ، دور وأهمية الحجاب وتغطية الوجه بالنسبة للمرأة المسلمة، حتى لو كان البعض منا يرى عدم وجوب تغطيته لبعض الأدلة التي تشير إلى كشف الوجه، لا شك أن الشارع الحكيم لم يشرع شيئاً للعباد إلا وقد اتضحت المصلحة الشرعية والحياتية من خلال ذلك التشريع الرباني، ولسنا هنا بحاجةٍ إلى مزايدات الشهوانيين من كلاب العلمنة والفسق والمجون حول نساءنا وبناتنا، أيضاً الحذر من إطلاق النظر والاختلاط الفاسد بين الجنسين لما له من أضرارٍ لا تخفى على ذي لبٍ وعقل .