siham زمردة تيفي سوفت
عدد المساهمات : 1120 4 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: قادة العالم والاضطرابات الشخصية الإثنين يناير 11, 2010 6:24 am | |
| فى مؤتمر الطب النفسى المنعقد بالقاهرة وبالتحديد يوم 14/9/2005 , كان أحد حكماء الطب النفسى العالميين وهو البروفيسور " أوتو و. ستينفيلد " ( Otto W. Stenfeldt e=16يلقى كلمته عن حقوق المريض وحقوق الإنسان , وكان يقرأ كلمته من أوراق مكتوبة , ولكنه حين وصل إلى نقطة معينة رفع عينيه عن أوراقه ونظر إلى الحاضرين الذين كانوا يملئون قاعة خوفو بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات , وبدأ ينبه بشكل خاص إلى خطر قادم ألا وهو انتشار اضطرابات الشخصية فى المجتمعات ربما بشكل وبائى أكثر من معدلاتها المعروفة والمتوقعة فى المجتمعات البشرية على مر العصور , والسبب فى ذلك يرجع فى رأيه إلى أن قيادات العالم لم يعودوا قدوة للناس بشكل عام وللصغار والشباب بشكل خاص , حيث أسقطت هذه القيادات من حساباتها الكثير من القيم الأخلاقية واختارت مسارات تتسم أغلبها بالكذب والخداع والنفعية والتحايل والبطش والسيطرة والإستغلال والابتزاز ( راجع من فضلك تصريحات وسلوكيات معظم قادة العالم فى السنوات الأخيرة ) , وبالتالى نشروا قيما سلبية بشكل هائل عبر وسائل الإعلام المسلطة عليهم ليل نهار , وأصبحت هذه القيم غير مستنكرة من الناس بسبب شيوعها على هذه المستويات القيادية ( راجع قبول الناس لانحرافات كلينتون الجنسية وقبولهم لكذب بوش – الأب والإبن – فى حرب الخليج وقبولهم لخداعات تونى بلير ونجاحه ونجاح بوش الإبن بعد كل هذا , وتواطؤ وسكوت حكام الصين واليابان ) , وقد كان الناس قبل هذا فى المجتمع الغربى يسقطون أى زعيم يكذب عليهم أو يخدعهم , ولكن يبدو أن الأمور تغيرت وأن الفساد الأخلاقى يعم , ويصبح مألوفا وأحيانا مبررا أو مقبولا طالما يحقق مصالح من يقومون به ]ثم انتقل العالم الكبير إلى نقاط أخرى فى كلمته , ولكننى رحت أسترسل فى تتبعاتى لهذه النقطة الخطيرة فى كلمته , والتى كنت أستشعرها ولكنها لم تكن قد تبلورت إلى هذا الحد , تلك الظاهرة التى لو أخذناها على محمل الجد ( ولا بد أن نأخذها كذلك ) لعرفنا أنها تجر البشرية كلها إلى هاوية سحيقة .]وبعد ذلك بيومين بثت وكالات الأنباء من لندن ( أهرام الجمعة 16/9/2005 ) نتيجة استطلاع عالمى أجراه معهد جالوب لحساب إذاعة " بى بى سى " وشمل 50 ألف شخص فى 68 دولة , وكانت نتيجة الإستطلاع أن ثلثى سكان العالم تقريبا يعتقدون أن دولهم لا تحكم بإرادة شعوبها وأن 11% فقط يثقون فى رجال السياسة . وذكر الإستطلاع أن غالبية الشعوب تود أن يحكمها واحد من فئة المفكرين مثل الكتّاب والعلماء , وحصلت هذه الفئة على 35% من الأصوات ( تذكر فكرة ترشيح الدكتور أحمد زويل – صاحب نوبل لانتخابات الرئاسة فى مصر , وتولى عبد الكلام – ا لعالم الفيزيائى الشهير - لأمور السلطة فى الهند ) , بينما قال 25% إنهم يودون أن يحكمهم زعماء دينيون ( لاحظ أيضا تدنى الثقة فى الزعماء الدينيين ) . وكشف الإستطلاع عن أن 48% من الناس لا يصدقون أن الإنتخابات فى دولهم تجرى بطريقة حرة ونزيهة . وإذا تأملنا هذه الأرقام عرفنا إلى أى مدى وصلت الأمور حيث أن 89% من الناس لا يثقون فى رجال السياسة فما الذى أدى إلى هذه النتيجة المفزعة ؟ .. يكفى أن تستحضر صورة أى قائد أو زعيم أو رئيس أو حاكم فى أى بلد من بلدان العالم ( المتقدم أو المتأخر مع استثناءات قليلة) وتبدأ فى استعراض تاريخه وقراراته وسلوكياته ثم تحاول عرض ذلك على ميزان قيمى سليم , فستفاجأ بوجود كم هائل من القيم السلبية ظاهرة وباطنة , وأخطر ما فى الأمر أن هذه القيم السلبية مغلفة بغشاء من الكذب والإدعاء والزيف تضاعف من خطورتها وبشاعتها وسلبيتها . ويكفى أن تراجع مواقف القادة الأمريكيين والبريطانيين واليابانيين والصينيين والعرب قبل وأثناء غزو العراق لترى إلى أى مدى وصل الوضع الأخلاقى والسلوكى بوجه عام لدى هؤلاء , فهذا يتحدث عن وجود أسلحة لا دليل على وجودها , ويتحدث عن الشرعية وينتهكها , ويتشدق بالعدل ويدوسه تحت قدميه , ويتحدث عن المبادئ ويكيل بمكيالين أو ألف مكيال , ويتحدث عن السلام وهو يشعل النار فى كل مكان فى العالم , ويتحدث عن نشر الديموقراطية فى دول العالم الثالث وهو يدعم الاستبداد ويمارسه عالميا ليل نهار , وذاك يتحدث عن رفاهية شعبه المزعومة فى حين يقاسى شعبه شظف العيش و ويتحدث عن الحرية وهو يحتجز الآلاف خلف جدران سجونه ومعتقلاته , ويعد بالرفاهية فلا يرى الناس إلا مزيدا من التعاسة والشقاء . وهذا يتحدث عن الصدق والنزاهة والشفافية والعدل واحترام كرامة الإنسان بينما كل أعماله الظاهرة والباطنة تطفح بالكذب والتزوير والغموض والظلم وإهدار كرامة الإنسان . وذاك زعيم غريب الأطوار والأفكار يتحدث ليل نهار عن ترك الأمور للشعب بالكامل فى حين أنه يقبض بيد من حديد على عنق شعبه منذ ما يقرب من أربعين سنة , وقد ألقى بظلال تشوهاته وشطحاته النفسية على كثير من مناحى الحياة فى بلده , وأدت مغامراته السياسية الطائشة إلى إفقار شعبه و‘إضاعة ثرواته , وذا ك يستفيد من فساد النظام العالمى فى تنمية قدراته الصناعية وتحقيق أكبر العائدات الاقتصادية ولتذهب الأخلاق إلى الجحيم . وهذه هيئة دولية المفترض أنها محايدة ومحترمة وتعمل على مستوى إنسانى عام كى تكون بمثابة صمام أمان يحمى العالم من نزوات وطيش بعض أفراده , ومع هذا نجدها وقد وقعت فريسة فى أيدى القوة الأمريكية الغاشمة , تتخلى عن حياديتها وموضوعيتها وتصبح أداة للبطش والظلم وانتهاك سيادة الضعفاء , بعد أن كانت ملاذا للضعفاء ومستقرا للشرعية . وحين تسقط الشرعية الدولية على أيدى حكام أمريكا وتوابعها فهل نطالب بعد ذلك مجموعات العنف والإرهاب بأن يلتزموا بتلك الشرعية ؟[/size] وهذا رئيس تحرير صحيفة باهت الملامح متبلد المشاعر , لا طعم له ولا لون ولا رائحة , يكتب منذ سنوات طويلة مقالا افتتاحيا بجريدة مهمة ( أو كانت مهمة ) كلمات تقرأها فتكتشف أنك لم تقرأ شيئا , فهدفه النهائى هو تمجيد الحاكم الفرد الأوحد وتبرير أخطائه وتحويلها إلى إنجازات عظيمة . ] وذاك رئيس وزراء ذو ابتسامة لا معنى لها ولا مبرر , يبدو متفائلا فى سذاجة طفلية , ويستعرض أرقاما توحى بأن عصر الرخاء والازدهار قد حل على البلاد والعباد , بينما الناس يعيشون فى ضنك شديد يلتهمهم الخوف والجهل والمرض فى كل مكان , وتمتلئ بهم السجون والمعتقلات ومستشفيات الكبد والكلى والسرطان. وهذا مدير مصلحة قد وعى الدرس من الكبار فاستخدم نصف موظفيه ( أسوأهم ) ليتجسسوا ويكتبوا له التقارير عن النصف الآخر ( المبعدين , المحبطين , الساخطين , المحرومين من الشرعية , أعداء الوطن والاستقرار ) . وذاك رئيس مجلس إدارة شركة متعددة الجنسيات تعمل فى صناعة الدواء وتسويقه , قد انشغل معظم وقته بمحاولات استرضاء وزراء الصحة وتابعيهم فى الدول المختلفة للسماح بدخول الدواء بسعر مرتفع وانتشاره فى هذه الدول بصرف النظر عن فاعليته أو أضراره , وهو يستخدم فى سبيل ذلك كل الوسائل غير النظيفة من رشاوى وحفلات وإكراميات وتسهيلاتلانر يد أن نسترسل أكثر من ذلك فى نماذج الفساد والإفساد فى المجتمعات البشرية , ونترك لذاكرة القارئ وفطنته وخبراته استكمال باقى النماذج على مهل .ولكن ربما يقول قائل : وما الغريب فى هذا ؟ أليست تلك طبيعة البشر ؟ اليست هذه النماذج موجودة فى المجتمعات البشرية على مر العصور ؟ [/size][size=16]..... وهذا صحيح .... لكن الغريب والجديد فى هذه الحقبة هو سعة الإنتشار والتغلغل الوبائى لهذه النماذج على كافة المستويات خاصة فى مراكز القيادة على مستوى العالم المتقدم والمتأخر , وفى نفس الوقت قدرة وتوحش الآلة الإعلامية الجبارة فى تقديم هذه النماذج ليل نهار للعالم على أنهم قادة السياسة والرأى والفكر والصناعة , وأن ما يتبنونه من قيم هى قيم التفوق والنجاح والتأثير . والنتيجة المتوقعة والحاصلة هى توحد كثير من الناس ( حتى المتضررين من سلوك هذه النخبة ) مع هذه القيم وتينيها , وهو ما نسميه التوحد مع المعتدى , حيث نجد الشعوب المظلومة والمنهوبة والمنتهكة فى مرحلة من المراحل تفقد استنكارها لما يحدث لها وتبدأ فى تبنى قيم من أهدر كرامتها وأضاع حقوها وسجن أبناءها فنجدهم مع كل هذا يحملون صوره ويعلقونها فى كل مكان ويهتفون بحياته ( والتى تعنى ضياع حياتهم ) ويعطونه أصواتهم فى الإنتخابات , وهذه الحيلة الدفاعية النفسية ( التوحد مع المعتدى ) تحمى المعتدى عليهم ( بشكل وهمى غير ناضج ) من الشعور بأنهم ضحايا للمعتدى حيث أصبحوا جميعا فى صف واحد ( كما يتخيلون ) . وهذه العملية النفسية حين تحدث لأى شعب فهى كارثة كبرى حيث يفتقدون الرؤية النقدية للتشوهات السلوكية فى القيادة وفى المجتمع ومن هنا تصبح الإفاقة بعيدة المنال وتتوقف على قدرة قلة من نخبة المثقفين وأصحاب الر أى قد نجوا من حالة الإستلاب والتوحد مع المعتدى ( المستبد ) يقودون حركة إصلاح ربما تنجح أو تفشل حسب ظروف المجتمع الذى يعيشون فيه , وحسب قدرتهم على المثابرة ودفع ضريبة التغيير . وحين يسود الفساد ويتغلغل , يصبح مألوفا ويصبح هو القاعدة التى تحكم غالبية سلوكيات الناس , وفى هذا الوضع تقل أو تدفن أو تتوارى أو تضعف أو تستبعد كل القيادات الأخلاقية المتميزة , ويعيش أصحابها حالة من العزلة والإنكماش والإستبعاد والإستضعاف والإغتراب فلا يراهم الناس ولا يسمعون لهم صوتا , وهذه هى الحال التى وصل إليها قوم لوط حين قالوا عن المؤمنين الطاهرين منهم : " أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " , فقد أصبح التطهر فى هذا المجتمع الموبوء جريمة تستحق الإبعاد . والمجتمعات التى على هذه الشاكلة تعرفها بوجود هيئة أو مؤسسة وظيفتها التحرى حول ميول واتجاهات المرشحين للوظائف ( بعيدا عن مؤهلاتهم العلمية أو مهاراتهم أو قدراتهم الوظيفية ) , وتصبح الوظائف القيادية مقصورة على من تنطبق عليهم مواصفات هذا المجتمع , ومع مرور الوقت واستمرار عملية الإنتقاء تفرغ المراكز القيادية العليا والمتوسطة من العناصر النظيفة أو الأخلاقية أو الفاعلة وتقتصر على المستسلمين والموافقين والمنبطحين والفاسدين , وهكذا تقوى منظومة الفساد وتتسع دوائره لكى تحمى بعضها بعضا , وتكون النتيجة النهائية سيادة سمات اضطرابات الشخصية فى عدد هائل من أفراد المجتمع خاصة الصفات السيكوباتية النفعية والإنتهازية ( الكذب , التحايل , الخداع , النفاق , السرقة , الإبتزاز , التضليل , التزييف ) . وقد يتساءل متسائل : ألا يدل انسحاب وتراجع أصحاب الأخلاق فى مقابل أصحاب القوة والسيطرة على أحقية القوة فى القيادة والتأثير , وعلى أن منطق القوة هو منطق الواقع , وأن منطق الأخلاق هو منطق الخيال والأحلام ؟ والحقيقة أن البشرية عاشت وأنتجت حضارات وحياتها خليط من القوة والقيم مع تفاعل وتوازن بينهما , إلى أن جاءت الحقبة الأمريكية الحالية فضربت القيم ضربة قاضية لصالح القوة , فانطلقت القوة منفردة فى الساحة متجاهلة كل القواعد الأخلاقية والشرعية بل ومستهينة بها ومسفهة إياها بشكل علنى غير مسبوق , وهذا يحقق مثلا شعبيا مصريا يقول: " القوى عايب " , وهو يعنى أن القوة تميل إلى التجرد من الأخلاق ومن الشرعية , وهذا ما حدث بالضبط فى عصر ا لإمبراطورية ا لأمريكية حين انفردت مستبدة بحكم العالم. ولا نعنى هنا القوة العسكرية الباطشة المستعمرة بلا وجه حق لأفغانستان والعراق والمتواطئة فى احتلال فلسطين والجولان والمتنمرة لاحتلال سوريا وإيران , ولكن نعنى أيضا القوة الإقتصادية التى تبحث عن الربح بأى شكل وتستنزف ثروات ا لضعفاء والمغفلين والمستغفلين , والقوة الإعلامية التى تخدع عين المشاهد وأذنه وتزيف وعيه وتوقظ دوافع العنف والعدوان والجنس لديه بصرف النظر عن أى اعتبارات أخلاقية أو مهنية . ويمكن تفسير هذا الإنشقاق والخصام بين القوة والقيم إلى طبيعة نشأة المجتمع الأمريكى المبكرة حيث تكون من المنفيين والمستبعدين وخريجى السجون والغاضبين والسا خطين على مجتمعاتهم الأصلية فى أوروبا (أى الذين يحملون جينات اضطرابات شخصية ) , هؤلاء ذهبوا إلى أمريكا وهم يحملون فى نفوسهم كراهية للقيم والقوانين السائدة فى المجتمع الأوروبى , تلك القيم التى عانوا تحت مظلتها واستبعدوا أو هربوا بسببها , لذلك لفظوها أو جنبوها وراحوا ينهلون من خيرات المجتمع الجديد , وحين واجهتهم مشكلة السكان الأصليين (الهنود الحمر ) حسموا أمر هم بعيدا عن أى اعتبارات أخلاقية حيث قاموا بقتلهم أو استبعادهم أو استعبادهم كى تخلو لهم هذه الجنة الجديدة , وكان هذا هو منطقهم وا ستمر إلى الآن رغم ما يغلفه من مظاهر ديموقراطية وادعاءات الحرية والعدالة ( راجع سلوكهم الوحشى وغير الأخلاقى فى ا لحرب العالمية الثانية تجاه اليابان , وفى حربى الخليج وفى الإغارة على أفغانستان والعراق ) . والمشكلة أن طريقة وصول قيادات العالم للحكم سواء بالانتخابات فى - الدول ا لمتقدمة أو بالإنقلابات فى الدول المتخلفة – تعطى فرصة أكبر لمن استطاع أن يخادع أو يناور أو يشترى الذمم والأصوات أ و يستولى على السلطة بالقوة والقهر أن يصل إلى سدة الحكم , فى حين أن أصحاب الأخلاق غالبا ما يفشلون فى الوصول عن طريق هذه الآليات فهم لا يملكون القدرة على المناورات الإنتخابية فى الدول الديموقراطية , وربما لا يملكون ا لمال , ولا يملكون ا لقدرة للوصول بالقوة العسكرية فى الدول المتخلفة , وفى الحالتين نجدهم مستبعدين من النخبة الحاكمة إلا فيما ندر ونتيجة هذا الخلل هو فى النهاية خلل فى التركيبة النفسية للأفراد والشعوب حيث تتجه الأنماط والسمات الشخصية إلى الجانب الأيسر من المنحنى فيتبنى الناس الكثير من قيم الكذب والخداع والإستغلال والإبتزاز والتحايل والتلون والتزوير والتلفيق والعنف والتسلط والقهر , يقابل هذا حالة من غياب القيم الدينية أو تغييبها أو تشويهها أو وصمها بالتطرف والإرهاب , والقيم الدينية هى منبع القيم المطلقة المرتبطة بالسماء وليس بأطماع الناس وشهواتهم , وهى مطلقة بمعنى أنها لا تتغير حسب الظروف أو الأشخاص أ و المصالح فالصدق صدق فى كل الأحوال والظروف والأمانة كذلك والرحمة والتسامح والإخاء والتكافل والحب ....إلخ . وقد أضحى أصحاب القيم الدينية الأصيلة والمطلقة مشغولون – بفعل القادة العالميون – بالدفاع عن أنفسهم ضد محاولات الوصم والتشويه والإختراق , وبالتالى لم يعد لديهم نفس القدرة على التأثير والتوجيه والقيادة , هذه الأشياء التى انتقلت لمن ملكوا أسباب القوة . إذن فهذا الواقع ينذر بأننا أمام حالة من التلوث الوبائى يصيب الشخصية البشرية على نطاق واسع , أو فيروس يخترق البرنامج الإنسانى ويشوهه . وهذا التلوث أو هذا الفيروس عابر للثقافات والقارات والمجتمعات , وهذه خطورته[/=16, لذلك لا تفيد فيه المحاولات ا لبسيطة أو المحلية للمواجهة , بل يحتاج لعقل الحكماء والعلماء الموضوعيين الموجودين على سطح الأرض ليقوموا بالتشخيص واقتراحات العلاج وآلياته ومتابعة تنفيذه بعد أن يخترقوا سحب الزيف والكذب والخداع والضلال لكى يصلوا إلى جوهر الحقيقة وينبهوا البشرية إلى الطريق الصحيح بعد أن ضلت أو كادت أن تضل الطريق . وقد كان هناك اتجاه فى الجمعية العالمية للطب النفسى بأن تقترح آلية لاكتشاف الإضطرابات النفسية لدى القادة والرؤساء والملوك والزعماء واتخاذ ما يلزم لتجنيب ا لمجتمعات البشرية مخاطر قرارات هؤلاء الناس الذين يملكون فى أيديهم ترسانات هائلة من الأسلحة أو مليارات الدولارات أو الجنيهات أو الدينارات أو الفرنكات أو الريالات , ويمكن أن يهددوا بقرراراتهم الملايين من أرواح البشر ,أو يهددوا راحة واستقرار ونمو شعوبهم . ومن المعروف أن أى فرد فى أى مجتمع يطلب رخصة لحمل سلاح لابد وأن يعرض أولا على طبيب نفسى لتقرير مدى سلامته من الناحية النفسية , فكيف لا يتم هذا مع قادة وزعماء يملكون تحت أيديهم قدرات عسكرية ( نووية أو بيولوجية أو تقليدية ) واقتصادية هائلة . وهناك مشكلات منهجية وتقنية تصعب من هذا الأمر , إذ كيف يتم تقييم الحالة النفسية أو الإضطرابات الشخصية لهذه الفئة من الناس , ومن له الحق فى ذلك , وكيف نضمن حياده وعدالته , وإذا تم التقييم فمن يملك القدرة على المحاسبة , وكيف نضمن أن هذا الأمر لن يتم استغلاله بواسطة القوة الأمريكية المهيمنة ( أو أى قوة تهيمن بعد ذلك ) لمعاقبة من لا يسيرون فى فلكها بحجة إصابتهم باضطرابات نفسية أو شخصية . عموما مازال هذا الأمر يستحق الكثير من التفكير الجاد والمنهجى لتجنيب البشرية مخاطر التشوهات النفسية والخلقية التى تصيب بعض قادتها وتؤدى إلى تشوه شعوبها وتلوث البيئة العالمية والمجتمع الإنسانى . | |
|
رحيق الورد
عدد المساهمات : 832 1 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: رد: قادة العالم والاضطرابات الشخصية الإثنين يناير 11, 2010 10:46 am | |
| | |
|