تدريس الثقافة الجنسية من منظور الشرعية الإسلاميةيدور الجدل الآن حول موضوع تدريس الثقافة الجنسية في المدارس ما بين مؤيد – وهم قلة – ومعارض – وهم كثرة ولكل منهما حججه وبراهينه .. ولقد استوقفني خبر نشر في جريدة الشرق القطرية الصادرة يوم الثلاثاء 28/8/ عن أن وزارة التعليم في جمهورية إيران الإسلامية قررت تدريس مادة التربية الجنسية في المدراس لأهميتها ، وأن تحظي بنفس الأهمية للعلوم الأخرى كالتربية الدينية سواء بسواء.
وانطلاقا من هذا الخبر أحب أن أضع بين يدي القارئ الكريم قضية المعرفة بالأمور الجنسية والتي نعنى بها تحديدا العلاقة بين الرجل والمرأة في الإطار الشرعي، وهو إطار الأسرة وذلك من منظور الشرعية الإسلامية ومن خلال الأدلة الشرعية في كتاب الله وسنة رسول (ص) تلك الشرعية الشاملة والخاتمة والتي تمتاز بالمرونة والشمول معا من هنا .. ينظر الإسلام الى الانسان نظرة شاملة ، ينظر أليه جسدا وعقلا وروحا .. ينظر أليه من خلال تكوينه الفطري .. نظرة متوازنة تجمع بين متطلبات الروح والجسد ، فهو يستجيب لحاجاته ومطالبه من مأكل وملبس ومسكن وغريزة ، وفي الوقت ذاته يؤمن بالكيان الروحي للإنسان: يؤمن بأن فيه نفحة من روح الله ، ويؤمن بما لهذا الكيان الروحي من مطالب وما يشتمل عليه من طاقات فيعطيه ما يطلبه من عقيدة ومثل وأخلاقيات (وكل شيء عنده بمقدار (
الرعد ( إلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (14) الملك .. ان كل ما يصيب الانسان في الحياة من شر ، وكل ما يصيبه من قلق أو اضطراب ، أو خوف نتيجة حتمية لفقدان التوازن داخل النفس يقول الله تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن إليك ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين (77) القصص..
في نطاق هذا التصوير لطبيعة الانسان – ذكر أو أنثى – ولاحتياجاته الفطرية والضرورية لتحقيق التوازن في اشباعاته النفسية والحسية يعتبر الإسلام الغريزة الجنسية احداى ..
الطاقات الفطرية في تركيب الانسان ، ويجب أن يتم تفريغها والانتفاع بها في إطار الدور المحدد لها شأنها في ذلك شأن الغرائز الأخرى ، وان الفطرة جعلت في استخراج هذه الطاقات لذة ممتعة ، ولكنها لم تجعلها هدفا للاستخراج المحض ..ومن الأهداف التي يجب أن يحفظها إخراج الطاقة الجنسية في الحياة الإنسانية:
قال سفيان الثوري بيانا لضعف الانسان في الآية :" أن المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر اليها ولا ينتفع بها فأي شئ أضعف من هذا .
ولما كان لغريزة الجنس هذا السلطان الطاغي على النفس البشرية فأننا نجد أن الإسلام وضع لها الضوابط وقنن لها القوانين ومهد لها الطريق ومن ذلك :
<LI dir=rtl>شرع الله الزواج كأداة لتكوين الأسرة وتنظيم استخراج الطاقة الجنسية ، قال الرسول (ص) ولك على جماع زوجتك أجر ، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال : أر أتيم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر . (2) النهي عن التبتل والرهبانية.. والحث على الزواج وجعله سنة من سنن رسول الله (ص) وقول الله تعالى :ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ألا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها (27) الحديد ..
<LI dir=rtl>
بيانه لأحكام البلوغ لكل من الذكر والأنثى .. قوله تعالى " وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم " .وبيان التفريق بين الذكر والأنثي في المضاجع ..
<LI dir=rtl>
بيانه لآداب الاستئذان المذكورة في سورة النور ..
<LI dir=rtl>بيانه للأوقات المشروعة وغير المشروعة للاستمتاع بين الزوجين ، وغير ذلك من الأحكام التفصيلية التي بينت كل ما يهم الذكر والأنثى ابتداء من بلوغهما وانتهاء بارتباطهما عن طريق الزواج المشروع..
وبعد هذا نتوجه بالسؤال الى أنفسنا : هل يجب احترام هذه الطاقة الإنسانية ، وبيان ما يتعلق بها من أحكام ام أننا نخفي رؤوسنا في الرمال تحت دعوى العيب أو الحياء ؟!
ومن وجهة نظري – والله أعلم أرى ضرورة تدريس مادة الثقافة الجنسية في المدارس بالضوابط الشرعية الآتية:-
<LI dir=rtl>
فصل الذكور عن الإناث في المدارس بعد المرحلة الابتدائية .
<LI dir=rtl>
أن تقوم لجنة مختصة من علماء الدين والنفس والاجتماع بوضع مفردات هذه المادة .
<LI dir=rtl>
أن يقوم كل جنس بالتدريس لجنسه .
مراعاة السن المناسبة والصيغة المناسبة لكل سن وأرى أن يكون بداية تدريسها في نهاية المرحلة الإعدادية التي تعتبر بداية سن البلوغ والمراهقة
والله الموفق لما فيه الخير