موضوع: الضغوطات النفسية تؤدي إلى مضاعفات قاتلة الأربعاء يناير 06, 2010 6:36 am
القاهرة / الضغط النفسي هو حالة نفسية وبدنية وشعورية تنتاب البشر جميعا وفي جميع الأعمار، يختبرها الشخص عندما يشعر بوجود خطر أو سبب يعرض استقراره، أو وجوده المادي، أو الاجتماعي، أو لمن يرتبط به بعلاقات أسرية أو عاطفية، إلى التغير، فهو حالة من الإنهاك النفسي والبدني والشعوري المستمر نتيجة محاولتنا ضبط أوضاعنا النفسية والبدنية والشعورية في مواجهة التغيرات في محيطنا الخارجي. ويقول المختصون: إن الضغط النفسي هو رد فعل الإنسان للتغيرات التي هي جزء من حياته اليومية، ومعنى ذلك هو، عندما يواجهك أمر مشكل وتفهمه على أنه خطر يهددك أو يهدد من ترتبط بهم بعلاقات حميمة، فيحصل عندك رد فعل لا يمكن إبعاده، ويولد رد الفعل هذا آثارا واضحة على أعضاء بدنك وحالتك العقلية، ويختلف رد الفعل من شخص لآخر استنادا إلى مدى صحة أو اعتلال حالته النفسية والعقلية وخبراته الحياتية. ويحدث الضغط النفسي نتيجة التفاعل النفسي والفيزيولوجي للأحداث التي تسبب اضطرابا في توازن الشخص فتحدث تغيرات فيزيولوجية تبدأ بتحضير الجهاز السمبثاوي في الجسم وإفراز بعض الهرمونات في الدم كالأدرينالين والكورتزول وما يسبب أعراضا جسمانية أولها ازدياد في عدد ضربات القلب وازدياد التنفس وازدياد في جريان الدم إلى العضلات وانقباض الأوعية الدموية في الجلد وتوسع البؤبؤين وازدياد في نسبة سكر الدم واضطراب في مناعة الجسم وهبوط في الجهاز الهضمي والتناسلي. وهناك ثلاثة أجهزة في الجسم تتفاعل مع الضغط النفسي هي الجهاز العصبي التلقائي ونظام الغدد الصماء والنظام العصبي العضلي وقد يتكيف الجسم للضغط النفسي في حالة الصدمة بظهور أعراض الجهاز السمبثاوي وحالة المقاومة وازدياد بأعراض الجهاز الباراسمبثاوي وفي حالة الإعياء يدخل للجسم في هذه الحالة عند استمرار الضغط النفسي وفشل حالة التكييف تجاه الضغط النفسي. ويتعرض الإنسان يوميا إلى الضغط النفسي، فهو جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، لا بل إن العالم وولف وصف الضغط النفسي بأنه حالة نفسية مستمرة عند الكائن الحي توحي له بعدم إمكان تحاشيها. قد يكون الضغط النفسي ايجابيا، أي أنه يقود إلى خلق تغيرات وتحديات تعود بالنفع على صاحبه بحيث تزيد من حسن أدائه وتدفعه إلى المزيد من الثقة بنفسه، أو قد يكون سلبيا، فيترك وراءه زوبعة من العوارض والعلامات الجسدية والنفسية والسلوكية، قد تكون عابرة، أو قد تلازم المصاب كظله، معرضة إياه لمشاكل صحية واجتماعية. وقد أوضحت الدراسات أن الآثار المتراكمة للتوتر النفسي تساهم في الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة مثل مرض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان والأمراض الجلدية وغيرها.