" السعادة أم التعاسة النفسية "
يقول الله تعالى " وما ابرىء نفسي ان النفس لامارة بالسوء ألا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم " (53) (يوسف) .
هل الدوافع النفسية هي المسئولة عن ارتكاب الفرد للجرائم ؟
الإجابة : نعم
فالقاعدة النفسية ترى ان كل سلوك يصدر من الفرد يكون وراءه دافع سواء أكان دافعا فطريا أم دافعا نفسيا . فالدافع هو القوة التي جعل الفرد ينشط لإصدار سلسلة من الأساليب السلوكية بحيث تتجه هذه الأساليب نحو تحقيق هدف معين ثم تتوقف إذا تحقق الهدف وللدافع وظيفتين أساسيتين في الشخصية تجعل الفرد يستطيع التكيف والتوافق في المجتمع سواء على مستوى السواء أو اللا سواء .
فالوظيفة الأولى: هو تنشيط السلوك
والوظيفة الثانية : هو توجيه السلوك الوجهة الخاصة بتحقيق الهدف .
ففي الوظيفة الأولى للدافع نجد فيها أن شدة الدافع تتناسب طرديا مع درجة النشاط أو الطاقة المبذولة التي يقوم بها الفرد ، بمعنى أنه كلما زاد وقت الحرمان من الوصول للهدف زاد النشاط المبذول والعكس صحيح .
أما الوظيفة الثانية للدافع نجد فيها أن النشاط أو الطاقة المبذولة لا تبذل عشوائيا بل تكون موجهة توجيها خاصا لتحقيق الهدف المنشود.
فالمجرم لا ينشط سلوكه في أي طريق أو سبيل ، ولكنه ينشط في اتجاه الحصول على إتمام صفقته المشبوهه وبالتالي الحصول على اللذة والسعادة السلبية . فالسعادة أصبحت لدى المجرم سواء أكان هذا المجرم لص أو سفاحا أو منافقا أو كذابا أو نماما أو مدمنا ، فأصبحت هذه سعادة سلبية هي التهام فريسته سواء أكانت هذه الفريسة اغتصاب مال أو ولد أو بنت أو كذب أو نفاق أو تزوير أو اختلاس أو شهادة زور أو إيذاء أفراد آخرين أو قتل .. الخ فهو يقوم بإشباع حاجته النفسية بأسلوب مرضى وبطريقة غير شرعية وغير سوية فبمجرد انتهائه من هذه الصفات المشبوهه يحس المجرم بالبهجة والسرور والسعادة السلبية على المستوى المرضى " التعاسة " على المستوى السوي فهو يشبه الكافر في مأكله ومشربه وتمتعه بالنعم في الحياة وصدق الله العظيم اذ يقول :
( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) .
وصدق الرسول الكريم إذ يقول : " المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".