لم يكن المصريون والجزائريون ومن بعدهم العرب جميعا ليفرحوا بوقوع اثنين من أفضل المنتخبات العربية في مجموعة واحدة، ضمن تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا المشتركة، وذلك لأن حلم كل عربي أن يرى كلا من منتخبي الجزائر ومصر في مونديال إفريقيا لتمثيل العرب أحسن تمثيل.
لكن الرياح لا تجري دائما بما تشتهيه السفن، لذا شاءت الأقدار أن توقع القرعة هذين العملاقين العربيين في مجموعة واحدة، لنكون جميعا أمام حقيقة لا مفر منها وهي ضرورة تأهل واحد فقط من هذين المنتخبين إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا.
وإذا كان كل جزائري يحلم بتواجد الخضر في هذا المونديال، وهذا حقه المشروع، وكل مصري يحلم كذلك برؤية الفراعنة في كأس العالم، وهذا حق مشروع كذلك، فإن للمواطن العربي أيضا، مصريا كان أو جزائريا أو من أي بلد عربي آخر، أن يفخر اليوم بتأكده من تواجد أحد المنتخبين العربيين في مونديال إفريقيا القادم.
صحيح أننا أمام لقاء حاسم يجمع الفريقين في القاهرة، وصحيح أن لغة كرة القدم تقول إنه لابد من فائز ولابد من خاسر، لكن في هذا اللقاء الأخوي فإن المنتخبين فائزان معا، فائزان لأن لقاءهما سوف يفرز منتخبا عربيا قويا سيمثل العرب جميعا في المحفل العالمي الكبير، وحينها سوف تكون قلوب كل العرب مع ذلك المنتخب الذي سوف يتواجد في جنوب إفريقيا.
فلو تأهلت مصر فسوف يصبح الجزائريون والعرب جميعا مصريين لتشجيع الفراعنة في جنوب إفريقيا، وتماما لو تأهلت الجزائر فسوف يصبح المصريون والعرب جميعا جزائريين لمناصرة الخضر في بلاد مانديلا.
وبهذا يكون لقاء الأشقاء في القاهرة لقاء العرب الذي ضمنت منه الأمة منتخبا يتحدث لغة الضاد أمام اثنين وثلاثين منتخبا يمثلون كل أطياف العالم، ووقتها سندعو جميعا بلسان واحد من أجل أن يحالف منتخبنا التوفيق في مهمته.