siham زمردة تيفي سوفت
عدد المساهمات : 1120 4 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: الصبر وجزاء الصابرين الجمعة أبريل 23, 2010 6:51 am | |
| ذكر الله سبحانه وتعالى الصبر فى كتابه فى نحو تسعين موضعاً
فمرة أمر به , ومرة أثنى على أهله , ومرة أمر نبيه صلى الله عليه وسلم
أن يبشر به أهله , ومرة جعله شرطاً فى حصول النصر والكفايه ,
ومرة أخبر أنه مع أهله ,وأثنى به على صفوته من العالمين وهم أنبيائه ورسله
فقال عن نبيه أيوب (( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب))
وقال لخاتم أنبيائه ورسله (( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ))
وقال سبحانه (( ياأيها الذين آمنو اصبرو وصابرو))
وفى الصحيح قال النبى صلى الله عليه وسلم
( ماأعطى أحد عطاءاً أوسع من الصبر ) ===================
فالصبر هو : حبس النفس وكفها عن السخط وعقل اللسان عن الشكوى
مقامات الصبر ثلاثة:
أولها التصبر: وهو السبب الذى ينال به الصبر قال النبى صلى اله عليه وسلم:
( ومن يتصبر يصبره الله ) فمنزلة التصبر من الصبر بمزلة التعلم من العلم
فلابد من التصبر لحصول الصبر .
الثانى الصبر : وهو ثمرة التصبر وكلاهما يحمد إذا كان لله وإنما يكون إذا كان لله فمالم يكن به لايكون
ومالم يكن له لاينفع ولا يثمر قال سبحانه (( واصبر وماصبرك إلا بالله ))
الثالث الإصطبار : قال تعالى (( فارتقبهم واصطبر ))
فالإصطبار أبلغ من الصبر كما أن الإكتساب أبلغ من الكسب
فهو مشعر بزيادة المعنى على الصبر كأنه صار سجية وملكه أقسام الصبر ثلاثه ==========
الأول / صبر عن المعصيه
الثانى / صبر على الطاعة
الثالث / صبر على البلية
والصبر عن المعصية ينشأُ من أسباب عديدة :
1 - علم العبد بقبح المعصيه ورذالتها ودناءَتها، وأن الله إنما حرَّمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدنايا والرذائل
2 - الحياءُ من الله سبحانه، فإن العبد متى علم أنه بمرأى ومسمع من الله وكان حيياً استحى من ربه أن يتعرض لمساخطه
3 - مراعاة نعم الله وإحسانه ، فإن الذنوب تزيل النعم ولا بد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان الرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه )
4 - خوف الله وخشية عقابه. وهذا إنما يثبت بتصديقه فى وعده ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله. وهذا السبب يقوى بالعلم واليقين ويضعف بضعفهما. قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}* [فاطر:28]
5 - محبة الله سبحانه وهى أقوى الأسباب فى الصبر عن مخالفته ومعاصيه. فإن المحب لمن يحب مطيع
6 - شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها أن تختار الأسباب التى تحطها وتضع قدرها، وتخفض منزلتها وتحقرها، وتسوى بينها وبين السفلة.
7 - قوة العلم بسوءِ عاقبة المعصية، وقبح أثرها والضرر الناشيء منها: من سواد الوجه، وظلمة القلب، وضيقه وغمه، وحزنه وأَلمه، وانحصاره، وشدة قلقه واضطرابه، وتمزق شمله. وضعفه عن مقاومة عدوه، وتعريه من زينته والحيرة فى أَمره وتخلى وليه وناصره عنه، وتولى عدوه المبين له، وتوارى العلم الذى كان مستعداً له عنه، ونسيان ما كان حاصلاً له أَو ضعفه ولا بد
8 - قصر الأمل، وعلمه بسرعة انتقاله، وأنه كراكب قال فى ظل شجرة ثم سار وتركها
9 - مجانبة الفضول فى المأكل والمشرب والملبس والنوم والاجتماع بالناس، فإن قوة الداعى إلى المعاصى إنما تنشأُ من هذه الفضلات
10 - وهو الجامع لهذه الأسباب كلها: ثبات شجرة الإيمان فى القلب، فصبر العبد عن المعاصى إنما هو بحسب قوة إيمانه، فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتمّ وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر
إن المسلم لا بد أن يتسلح بسلاح الأخلاق الإسلامية العظيمة كي يواجه بها شتى المصاعب والمشكلات، ومنها الصبر، فإن الصبر خلق عظيم، وله فضائل كثيرة منها أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال تعالى: {إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ} [الزمر:10]. والصابرون في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: {إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ} [البقرة:153].[/ وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ} [آل عمران:146] وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه: {وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ} النحل:126
ولقد خص الله تعالى الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: {وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ} [البقرة:155-157 والله سبحانه قد علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200] فعلق الفلاح بكل هذه الأمور.
وخصال الخير والحظوظ العظيمة لا يلقاها إلا أهل الصبر كقوله تعالى: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ} [القصص:80]،
وقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:35 ولقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن رسول الله في بيان فضل الصبر والحث عليه، وما أعد الله للصابرين من الثواب والأجر في الدنيا والآخرة. فعن أنس -رضي الله عنه- قال: مر النبي بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري". فقالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي -ولم تعرفه- فقيل لها: إنه النبي، فأخذها مثل الموت، فأتت باب النبي فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك. فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، فإن مفاجأة المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه بصدمها، فإن من صبر عند الصدمة الأولى انكسرت حدة المصيبة وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر.
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: ".. ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر" [رواه البخاري ومسلم]. وفي الصحيحين أن رسول الله قسم مالاً فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، فأُخبر بذلك رسول الله فقال: "رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر". قالوا عن الصبر:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وجدنا خير عيشنا بالصبر)، وقال أيضاً: (أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً).
وقال علي رضي الله عنه: (ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد). ثم رفع صوته فقال: (ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له) وقال أيضاً: (والصبر مطية لا تكبو). ومما يناقض الصبر الشكوى إلى غير الله، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمه ويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس بيده نفعه ولا ضره. وهذا من عدم المعرفة وضعف الإيمان. وقد رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة فقال: (يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟). وصدق من قال: وإذا عرتـــك بلية فاصبر لها *** صـبر الكــريم فإنه بك أعلمُ وإذا شكــوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
ولا ينافي الصبر الشكوى إلى الله، فقد شكا يعقوب عليه السلام إلى ربه مع أنه وعد بالصبر فقال {إِنَّما أشكُوا بَثِي وَحُزنِي إلى اللّهِ} [يوسف:86
| |
|