إن هذه الورقة تجمع مقتطفات مختزلة و إشارات من عهد الملك الحسن الثاني من هنا و هناك
الحسن الثاني و الريف
الزواج الملكي بين الأمس و اليوم
حياة القصور في عهد الحسن الثاني
شخصية الملك حسب الفلكيين الفرنسيين
مصمم قبعات الملك الحسن الثاني
الحسن الثاني و النخبة الفرنسية
جيلالي بن سالم موسيقي القصر
رجال من صنع عهد الحسن الثاني
شهادة أحد الأسرى الصحراويين في حق الملك الحسن الثاني
من طلب من جيل بيرو تأليف كتاب عن مغرب سنوات الجمر ؟؟
الحسن الثاني و الكولف
الملك الحسن الثاني و TF 1 الفرنسيةالحسن الثاني و الريفإن نظرة الملك الحسن الثاني للريف كانت خاصة و مطبوعة بحكم قيمة له دوافعه تاريخيا و هو الذي شكل أرضية الانطلاق في التعامل مع هذه المنطقة على امتداد العهد الحسني. و قد تكرست اللبنات الأولى لهذا المنطلق منذ أحداث 1959 و الأحداث التي رافقتها بالريف، لاسيما قبائل آيتورياغل التي صعد رجالها و شبابها إلى الجبل احتجاجا على جملة من تجاوزات و ممارسات مشينة لأحد رجال السلطة عُيّن لتدبير شؤون العباد بالمنطقة و القيام عليها بإسم الملك و تمثيلا له هناك.
هذه كانت نقطة البداية، و تكرس هذا المنحى بفعل تهميش المنطقة و إخراجها عن نطاق دائرة الصيرورة التنموية التي عرفتها البلاد بما لها و ما عليها. و بشهادة أغلب المحللين ، أن هذا المنحى هو الذي دفع سكان المنطقة دفعا إلى التوجه إلى الخارج مبكرا ن و الذي كان بالنسبة لأغلب الريفيين المنفد الوحيد للتمكن من تحسين واقع حالهم و التوق لغد أفضل من يومهم
رجال من صنع عهد الحسن الثانيإن أغلب المحللين السياسيين يعتبرون أن جل عناصر نخبة مواقع القرار في عهد الحسن الثاني كانوا من صنع مرحلة تاريخية ساهمت في انتاج رجال القرارات من طينة خاصةش، من قبيل الجنرال الدليمي و إدريس البصري و حميدو لعنيكري و حسني بن سليمان و غيرهم. و كل هؤلاء يعتبرون الآن من حاملي أغلب أسرار العهد الحسني و مازال لم يتكلم منهم أحد، ماعدا بعض التخريجات الهامشية لإدريس البصري المكلوم في كبريائه و الذي لجا إلى التلويح ببعض الاشارات مما يحمله من أسرار. و إنما لم يلجأ إلى ذلك خدمة للحقيقة أو التاريخ و إنما للمساومة من طرفه للإفلات من المحاسبة و رغبة منه لعدم “الفرشة” كما يقال و الفضيحة بجلاجل حسب التعبير الشعبي لولد البلد بمصر. و لهذا عندما شرع صاحبنا بقرب الخطر بث تخريجات هنا و هناك باعتبار أنه لم في جعبته إلا سلاح الضعفاء و الجبناء، و هو التهديد بكشف الأسرار، ليس خدمة للحقيقة و التاريخ كما سبق الذكر و إنما رغبة في تحقيق مصلحة ذاتية ضيقة …” عين ميكا عليّ”.
الزواج الملكي بين الأمس و اليومإن شهر أبريل من سنة 2002 سيظل من اللحظات ذات الدلالة في تاريخ العهد الجديد لأنه شكل نقطة تحول بخصوص الحياة الخاصة لعاهل المغرب، إذ تحول عقد قران ملك المغرب من أمر محجوب عن الأنظار إلى أمر جماهيري يشارك فيه الشعب المغرب من قلب الدث. و هذا لم يكن معتمدا في عهد الملك الحسن الثاني و في عهد الملوك السابقين. فالملك الحسن الثاني عقرانه في بداية فبراير مع لالة لطيفة ، شابة بربرية ، التي حملت لقب ً أم الأمراء” دون أن يتعرف عليها المغاربة إلا المقربين منهم جدا للقصر الملكي.
و من المعروف أن التقاليد الملكية المخزنية ظلت تُقرّ بأن الملك يجب أن يكون متزوجا قبل اعتلائه عرش البلاد. و هذا ما سار على خطاه كل الملوك العلويين، و آخرهم الملك الراحل الحسن الثاني الذي قيل أنه تزوج عقب وفاة والده سنة 1961. و عموما ظل زواج الملوك شأنا داخليا يهم القصر الملكي فقط و محجوبا عن أنظار الرعية و الشعب على امتداد عهود الملوك العلويين إلى أن حلّ عهد الملك محمد السادس الذي اختار اعتماد الشفافية المطلقة في هذا الصدد الشيء الذي أكد عدم صدقية الاشاعات التي انتشرت وسط عموم الشعب و القائلة أن الملك الجديد قد تزوج يوم 23 يوليوز 1999 فور وفاة والده و قبل اعتلائه عرش البلاد.
حياة القصور في عهد الحسن الثانيإن مختلف الأخبار التي تسربت عن أتاث و تجهيزات و ديكورات و توابع و مرافق القصور الملكية في عهد الحسن الثاني كانت بالأساس عن طريق أناس عاينوها عن قرب ، بل هناك منهم من ساهم في إقامتها و تصميمها و خلقها و ابداعها. و من هؤلاء مهندسو الديكور و المهندسون المعماريون و الفنانين و الصناع التقليديين و الحرفيين.
و على سبيل المثال لا الحصر ارتكز الكاتب الفرنسي جيل بيرو صاحب كتاب “صديقنا الملك” على المعلومات التي كشفها له مصمم الديكور الذي أشرف على إحدى القصور الملكية، و هو من مكّنه من مخططات و أوصاف دقيقة. و هذا المصمم هو من كشف للكاتب بعض مظاهر حياة البدخ المفرط و وجود حنفيات مصنوعة من ذهب. لقد أهدى للكاتب على طبق من ذهب معلومات مكنته من تأليف كتاب لم يسبق أن فكر في تأليفة قطعا.
شخصية الملك حسب الفلكيين الفرنسيينحسب أغلب الفلكيين الفرنسيين ، إن شخصية الملك الحسن الثاني تميل بالأساس إلى منحى التفكير و التأمل و الوجود و الإبداع أكثر من الميل إلى منحى الكشف عن دواخل الذات و الأفعال و البحث عن التمييز.
إنها شخصية مطبوعة بالاتصال و التواصل و العلاقات الواسعو مع الآخر و السعي وراء تفاعل الثأتيرات بين الأنا و الآخر و الاستعداد الدائم و المستدام للتكيف بسرعة مع المتغيرات مع غياب التردد.
شخصية تفضل الليل و السكون، أنسب جو و فضاء للبلورة و البحث عن عمق الأشياء و الرغبة في المزيد من المعارف لخدمة اغلآخر ضمن رؤية محددة المعالم و المقاصد تكرس الفضاءات و المساحات العلائقية.
و الأهم يظل المزيد من الابتكار و الابداع و التفكير على أرضية صلبة فلادية، و الباقي هو مجرد توابع لهذا المنحى. و مع تحقيق هذا تكون الذات كافية لذاتها تغدي نفسها بنفسها كلما زاد إغناء نفس الآخر في صيرورة تواصلية حركية.
شخصية قوية الاستشعار و الشجاعة و الثقة بالنفس و الحماس غير المضبوط احيانا. شخصية لا تخشى السباحة ضد التيار و بقوة و تباث حتى النهاية و لو بقبول مخاطر غير محسوبة ، إنها شخصية تكره تعطيل حركية منطلقة.
مصمم قبعات الملك الحسن الثانيإن القبعات التي كان يرتديها الملك الحسن الثاني كانت من تصميم و ابداع أحد المختصين ذوي الصيت العالمي في تصميم القبعات “فرناند سيبا” الذي اكتسح ركح القبعة النادرة منذ مارس 1996 في اليابان و ايطاليا و ألمانيا و بلجيكا و هولاندا و بلجيكا و المجر و الدانمارك و انجلترا و اسبانيا و البرتغال و اسرائيل و السويد و روسيا و المملكة السعودية.
و “فرناند سيبا” هذا ظل القائم على شأن قبعات الملك الحسن الثاني إلى قبيل وفاته بقليل إذا كان يحضر إلى المغرب بكثرة رغم التزاماته عبر العالم.
الحسن الثاني و النخبة الفرنسيةحسب جملة من المقربين للقصر و جملة من الشخصيات الفرنسية بالخصوص، كان في كل عطلة رأس السنة و أعياد الميلاد و حتى الأعياد الوطنية من المعمول به في عهد الحسن الثاني استدعاء نخب سياسية أجنبية إلى المغرب ، و خصوصا الفرنسية منها. فالعديد من أفراد النخبة السياسية الفرنسية سواء من اليسار أو اليمين كانت تجتمع في تلك المناسبات في أحد فنادق مراكش الفخمة خصوا، و أحيانا في غيرها من المدن تلبية لدعوة خاصة من الملك. و كان المدعوون يحرصون حرصا شديدا على تلبية الدعوة في كل مناسبة حتى أضحى الكثير منهم دائمي الحضور في تلك المناسبات.
الحسن الثاني و جريدة لوموند الفرنسيةإن العلاقة بين الملك الحسن الثاني و جريدة لوموند الفرنسية ظلت مرتبطة في ذهن المغاربة بالأساس بمتابعة العاهل المغربي لهذه الجريدة العالمية بتهمة القدف في حق شخصه و الاسائة لرئيس دولة أمام القضاء الفرنسي سنة 1995.
آنذاك كانت جريدة لوموند قد نشرت مقالا للصحفي “اينكيان” بخصوص التقرير السري للمرصد الجيوسياسي للمخدرات. و هو التقرير الذي أنجز بطلب من هيأة أوروبية بعد أن تقدم المغرب بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. و قد تضمن المقال المنشور عبارات و مضامين و صيغ اعتبرها الملك الحسن الثاني تمس شخصه و قدفا بسوء نية في حق رئيس دولة دون التتبث من صحة ما نشر.
و بعد أن برأت محكمة الدرجة الأولى ساحة القائم على الجريدة و الصحفي من تهمة القدف بسوء نية تم استئناف الحكم. و بعد الاستئناف أقرت المحكمة بحصول القدف و أكدت أن الصحفي لم يأخذ على عاتقه تتبيت صدقية ما قدم على نشره و هذا عنصر أخل بحسن النية عند النشر. و بذلك أدانت المحكمة الجريدة و الصحفي.
و كان هذا الحدث من العوامل التي سمّمت العلاقة بين العاهل المغربي و القائمين على جريدة لوموند الفرنسية.
جيلالي بن سالم موسيقي القصرجيلالي بن سالم، مغربي ازداد سنة 1932 بالجزائر، قال يوما للملك الحسن الثاني أنه سيعمل على العودة إلى بلده المغرب…و بعد سنوات على هذا التصريح عينه الملك كموسيقار بالقصر.
و جيلالي هذا هو ابن لأحد الفلاحين المغاربة الذين هاجروا إلى الجزائر. إلتحق بفرقة بلاوي الهواري الذي يعد من الذين ساهموا في بروز فن الراي بالجزائر. و مع بلوغ سن 18 سنة سافر جيلالي إلى فرنسا و اشتغل بالملاهي الليلية كعازف للغيتار . و بعد ندائه للخدمة العسكرية من طرف الجيش الفرنسي إلتحق ثانية بالجزائر و بمجرد إنهاء الخدمة انخرط في صفوف المجاهدين الجزائرين للمساهمة في حرب التحرير. و بعد تكليفه بعملية تصفية بعض العملاء و المخبرين بفرنسا إلتحق بألمانيا و منها إلى إحدى قواعد الثورة الجزائرية بوجدة (قاعدة بومهيدي) سنة 1959. آنذاك حضر مولاي الحسن ولي العهد آنذاك لحصور استعراض عسكري بالقاعدة و كان رفقة بن بلا و الهواري بومدين. و استغل جيلالي الفرصة و توجه إلى الملك الحسن الثاني و قال له: أنا مغربي و يوما سأعود إلى بلادي.. فأجابه الملك (ولي العهد آنذاك) : مرحبا بك في أي وقت.
و في سنة 1962 توجه جيلالي إلى الدار البيضاء و اشتغل بالملاهي الليلية، و بعد مدة ذهب إلى القصر الملكي و طلب مقابلة الملك. و فعلا نجح في مسعاه و منحه الملك هبة مالية قيمة. و بعد أيام أرسل الملك في طلبه و إحضاره إلى القصر بالصخيرات على وجه السرعة. و هناك طلب منه تقديم مقتطفات من روائع لويس أمترنغ و شارل أزنافور و داريو مورينو، و في نهاية العرض قرر جلالته الاحتفاظ بجيلالي بالقصر الملكي و عينه موسيقار به. و استقر في شقة تابعة للمعهد الموسيقي لتواركة (المشوار) بالرباط.
و بعد محاولتي الانقلاب قلت السهرات و الأمسيات بالقصر و توقفت حركة قدوم الفنانين و الموسقيين . وسنة قبل وفاة الراحل الملك الحسن الثاني أُخبر جيلالي بضرورة مغادرة المسكن ، فعاد إلى الدار البيضاء لبداية حياة جديدة بعد أن توقف الراتب الذي كان يستفيد منه من القصر الملكي.
رجال من صنع عهد الحسن الثانيإن أغلب المحللين السياسيين يعتبرون أن جل عناصر نخبة مواقع القرار في عهد الحسن الثاني كانوا من صنع مرحلة تاريخية ساهمت في انتاج رجال القرارات من طينة خاصةش، من قبيل الجنرال الدليمي و إدريس البصري و حميدو لعنيكري و حسني بن سليمان و غيرهم. و كل هؤلاء يعتبرون الآن من حاملي أغلب أسرار العهد الحسني و مازال لم يتكلم منهم أحد، ماعدا بعض التخريجات الهامشية لإدريس البصري المكلوم في كبريائه و الذي لجا إلى التلويح ببعض الاشارات مما يحمله من أسرار. و إنما لم يلجأ إلى ذلك خدمة للحقيقة أو التاريخ و إنما للمساومة من طرفه للإفلات من المحاسبة و رغبة منه لعدم “الفرشة” كما يقال و الفضيحة بجلاجل حسب التعبير الشعبي لولد البلد بمصر. و لهذا عندما شرع صاحبنا بقرب الخطر بث تخريجات هنا و هناك باعتبار أنه لم في جعبته إلا سلاح الضعفاء و الجبناء، و هو التهديد بكشف الأسرار، ليس خدمة للحقيقة و التاريخ كما سبق الذكر و إنما رغبة في تحقيق مصلحة ذاتية ضيقة …” عين ميكا عليّ” ( غضوا الطرف علي).
علاقة المملكة بمجلة جون أفريك
لقد سبق لصحيفة جورنال هيبدو أن تساءلت عن طبيعة علاقة السلطات المغربية بمجموعة جون أفريك ( بشير بن ياحمد) و كشفت عن روابط ذات طبيعة كاتوليكية بين الطرفين و الداعي لذلك اكتشاف مبلغ 994 ألف أورو في ذمة المغرب لفائدة مجموعة “ديفكوم” ، و هي وكالة للاتصال و الإشهار في ملكية مجموعة “جون أفريك”، مملكة بشير بن ياحمد. فماذا يا ترى كانت استفادة المملكة و أي نوع من الخدمات وفرته لها المجموعة؟ و لماذا التجأ المغرب لهذه المجموعة بالذات؟
علما أن مجموعة “جون أفريك” كانت دائما و لازالت على دراية كبيرة من ” اين تُأكل الكتف” بخصوص استغلال الصراعات الاقليمية الافريقية لجني الملايين. و هذا أكدته كشوفات مالية في حوزة “جورنال هيبدو”، و التي تفيد، من بين ما تفيد، أنه فيما بين 2002 و 2003، تسلمت مجموعة “جون أفريك” من موريطانيا و الغابون و الكامرون و غينيا الاستوائية و الطوغو و رواندا بعض الملايين ، و كذلك من الجزائر التي يبدو أنها أدت للمجموعة مبلغا يوازي المبلغ المغربي.
و عندما ينكشف السبب يتوارى العجب كما يقال، و بالرجوع إلى المقالات الصادرة في أعداد مجلة جون أفريك لسنة 2003 حول المغرب يمكن للمرء أن يفهم الخدمة التي أدى المغرب مقابلها 994 ألف أورو. و أغلب تلك المقالات بقلم “فرانسوا سودان” مدير النشر بالجلة. و زيارات هذا الأخير للمغرب كثيرة و كثيرة جدا، و من المعروف أنه يحيى عندنا “عيشة الملوك” بمجرد أن تطأقدماه أرض الوطن، يقيم في أضخم الفنادق و توضع رهن إشارته سيارة خاصة بسائقها ليل نهار. و غالبا ما يستقبله عالي الهمة و حميدو لعنيكري و أندري أزولاي و مزيان بلفقيه.
و في واقع الأمر إن علاقة المملكة بمجلة “جون أفريك” ليست وليدة اليوم و إنما نشأت بالأمس في عهد الملك الراحل الحسن الثالي و ظلت موصوفة بالكر و الفر، ربما تبعا للمبالغ المرصودة و لدرجة رضى القائم عليها بما يتوصل به من ملايين.
و من المعلوم أن جملة من أعداد المجلة قد سبق و أن تم كنع تداولها بالمغرب لاسيما فيما بين 1965 و 1975 . آنذاك كان بشير بن ياحمد متعسكرا و متمترسا بجانب الجزائر و يد في يد مع الهواري بومدين. و بالتالي كان عليه أن يقوم بأداء الخدمة كاملة غير منقوصة والمؤدى عنها بسخاء، أي معاداة المغرب و البحث على سبيل من سبل النيل من سمعته على الصعيد الدولي. و قد تأكد هذا بجلاء في تعاطيه مع قضية الشهيد المهدي بن بركة و انقلابي 1971 و 1972 (مقلات بقلم حميد برادة موقعة باسم مستعار: يونس بري). لكن بفضل مجموعة من الأشخاص، و على ٍاسهم أندري أزولاي (عندما كان يشغل منصب المدير التجاري لمجموعة “سكوا” بفرنسا) تحسنت العلاقة بين المملكة و مجموعة جون أفريك. و قد تزامن هذا التحول مع إقفال متب المجلة بالجزائر العاصمة في غضون سنة 1975. آنذاك بدأ بشير بن ياحمد يسعى جاهدا للتقرب من القصر اعتمادا على أحد المقربين من العاهل المغربي، محمد الشرقاوي سفير المغرب بفرنسا. و بعد ربط الاتصال و تقرير العلاقة أضحى بشير يلتقي كثيرا بأحمد الدليمي و هو الذي كان يحسم في طلباته المادية في الاتجاه الذي يرضيه دائما. و ظلت هذه العلاقة على ما هي عليه حتى بعد الاختفاء المفاجئ للدليمي.
و لقد سبق لإدريس البصري أن أعلن أن المغرب ظل يدعم جون أفريك ماديا و بسخاء على امتداد عدة سنوات ، و كان مدير ديوان وزير الداخلية آنذاك، عثمان بوعبيد، هو القائم على تدبير ملف جون أفريك و تتبعه.
و بعد انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية، و اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1985 طلب المغرب من بشير بن ياحمد إصدار عدد خاص من مجلة جون أفريك حول ملف الصحراء و بثلاث لغات مع طبع 100 ألف نسخة. و هذا ما كان، إلا أنه لعطب تقني شاب نوع من التشوه صورة الملك بغلاف المجلة و بذلك اضطرت السلطات المغربية من جمعه من الأكشاك. لكن بشير بن ياحمد أصر رغم ذلك على التعويض و توصل فعلا إلى جني ما يناهز مليون فرنك فرنسي. و كانت هذه بداية تكسير العلاقة بين الطرفين، لاسيما مع حدوث مستجدات على الصعيد العالمي (انهيار جدار برلين، ايقاف إطلاق النار في الصحراء سنة 1991). و كان الطلاق بين المغرب و المجلة بحلول سنة 1993، و بعد هذا التاريخ مُنعت المجلة بالغرب أكثر من مرة.
و مع وفاة الملك الحسن الثاني نشرت جون أفريك مقالات تضمنت إشارات واضحة. و بحلول 2003 رجعت المياه إلى بعض مجاريها مع غبرام عقدة مع المجموعة.
و هذا نموذج من نماذج تعامل المملكة مع الإعلام الدولي.
حياة النساء بالقصرفي عهد السلطان محمد الخامس كانت نساء القصر الملكي يعشن في قطيعة مع العالم الخارجي. و هذا ما تأكد من طرف جهات متعددة، و هناك اجماع على هذا. و هذا ما أكدته تصريحات كل من فاطمة الشنة زوجة الجنرال اوفقير و ابتهما مليكة التي تبناها السلطان محمد الخامس و من بعده الملك الراحل الحسن الثاني كرفيقة و مرافقة للأميرة لالة أمينة.
فقد أكدت زوجة أوفقير، التي كانت من المقربات لشقيقة السلطان محمد الخامس، إذ أن والدها الضابط السامي بالجيش قد عهد بها إلى شقيقة السلطان لتكون معلمتها و راعيتها. و قد رفضت شقيقة السلطان، رحمة للفتاة، أن تبقة فاطمة في محيط القصر لأن جميع نسائه اللواتي يعشن به ممممأسورات. و هكذا رفضت شقيقية السلطان أن تأسر فاطمة الشابة التي كانت راغبة في ذلك.
و تقول فاطمة الشنة أن الملك الحسن الثاني كان يستحسن كثيرا النقاش و التحدث مع الذكيات من النساء لكنه كان يعاملهن بفوقية خلافا لتعامل السلطان محمد الخامس معهن.
فالسلطان محمد الخامس كان أكثر تقديرا و احتراما للنساء من ابنه الملك الحسن الثاني.
لقد كانت فاطمة الشنة تعتبر تقريبا من أفراد العائلة الملكية و كانت تعيش مع نساء الملك و الحريم و مطلعة على الأسرار الشخصية. و رغم حبها و ولعها بهذا الوسط لكنها لم تكن تحب حياتهن لنها كانت ترفض أن تؤسر بعدما خبرت حياة القصر عن قرب.
أما الإبنة مليكة فتقر أنها عاشت طفولة سعيدة بشكل كامل بالقصر الملكي، و كان الملك الحسن الثاني بمثابة أب لها بعد وفاة الملك محمد الخامس. و هي مثل أمها تقر أن الملك محمد الخامس كان أكثر تواجدا و حضورا بالقصر من الملك الحسن الثاني، و أكثر اتصلا بأطفال و نساء القصر. كما أكدت ، هي كذلك، عزلة نساء القصر عن العالم الخارجي. و كانت العلاقة مع هذا العالم لا تتعدى النظر عبر نوافذ السيارات عند الانتقال من قصر إلى آخر. و حتى إذا تطلب الأمر قضاء حاجة خارج القصر، كانت النساء لا يغادرن السيارة. و هذا ما أكده القائم على مطعم الرمال الذهبية بفال دور ، شمال العاصمة، الذي صرح لي أن سيارات القصر كانت تأتي أحيانا إلى المطعم و تستقر خلفه و بها إحدى نساء القصر لم يتمكن أن يتعرف غليها، و تطلب وجبة أكل من المطعم الذي اشتهر و داع صيته لا سيما بخصوص إعداد أطباق السمك و الفواكه البحرية ، و حدث هذا أكثر من مرة.
شهادة أحد الأسرى الصحراويين في حق الملك الحسن الثانينسوق هذه الشهادة اعتبالرا لما تتضمنه من اعترافات في حق الملك الحسن. إنها شهادة للأسير الصحراوي محمد ودادي عبد الجليل ، قائد مجموعة أُسر في عملية هجوم على إحدى المواقع العسكرية بالصحراء.
إنه يُقر أنه بعد نقله إلى مدينة أكادير قصد الاستنطاق و التحيق زاره الجنرال بأمر من الملك الحسن الثاني الذي أمر كذلك أحد الأطباء المتخصصين القريبين من جلالته ، البروفسور مولاي العلوي (جراحة العظام) للقيام بإجراء عملية جراحية عليه و الاشراف عليها بنفسه.
و يقول محمد ودادي …مع استعادة وعيه بزوال آثار التخدير عاود البروفسور زيارته و قال له أنه يحمل أوامر من الملك شخصيا بضرورة العناية المشددة به و التعامل معه بالتساوي مع الضباط المغاربة.
و يوجد محمد ودادي الآن بالجزائر بعد الإفراج عنه .
من طلب من جيل بيرو تأليف كتاب عن مغرب سنوات الجمر ؟؟من الكتب التي أثارت ضجة كبيرة كتاب جيل بيرو “صديقنا الملك” و الذي كان سببا في انلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين. علما أن جيل بيرو لم يسبق له أن التقي بالملك الحسن الثاني و لم تربطه أي علاقة به و لم يسبق أن حضي بأي مقابلة معه في أي مناسبة.
في الواقع إن جيل بيرو كتب كتابه و هو قابع بمنزله الريفي بنورماندي الفرنسية، إنه طلّ على المغرب العميق من هذا البيت الشبه المنعزل. فلم يكن جيل يفكر إطلاقا في كتابة هذا الكتاب عن الملك الحسن الثاني و إنما يقول أن جملة من الدواعي هي التي فرضت عليه ذلك فرضا لاعتبارات ينعثها بالمعنوية و الأخلاقية و الانسانية.
و عندما اطلعت على تصريحات جيل بهذا الخصوص رجعت بي الذاكرة إلى الوراء و بالضبط إلى عقد سبعينات و ثمانينات القرن الماضي عندما كنت معتقلا ضمن مجموعة السرفاتي و أعضاء منظمة إلى الأمام . و عرفت من أين أتت فكرة تأليف كتاب جيل بيرو “صديقنا الملك”. إنها انطلقت من حي أ و
المركزي بالقنيطرة حيث كان يقبع الشباب المعتقلون في إطار تهمة المس بأمن الدولة الداخلي و تأسيس منظمة سرية لقلب النظام. في حين أ، كل ما كان قد اقترفه ، الأغلبية الساحقة أولاءك الشباب، أنهم وزعوا مناشير تطالب بالتغيير و تكشف عن مآسي الشعب المغربي و عن طغيان القائمين على الأمور على العباد و تكريسهم لوابل الفساد و مشاركتهم في جملة من المظاهرات الجماهيرية تنديدا بهذا الواقع. و كان بعض هؤلاء الشباب على علاقة بواسطة المراسلة مع جملة من الشخصيات عبر العالم من حقوقيين و مدافعين عن الحرية و كتاب و مفكرين تقدميين و أساتذة و باحثين جامعيين و بعض الفنانين و غيرهم. و فعلا تمكن أحدهم من الحصول على عنوان الكاتب جيل بيرو و كاتبه أكثر من مرة. و تلك الرسائل لم تكن تمر عن طريق إدارة السجن كالعادة و إنما كانت تهرب منه سرا و دون علم الادارة، و كذلك الأمر بالنسبة لأجوبة بيرو.
إن صاحبنا الشاب ، و هو لا يزال على قيد الحياة حيا يرزق، عندما أنهى قراءة كتاب جيل بيرو “الوركسترا الحمراء” قرر مكاتبة المؤلف و هذا ما كان بعد حصوله علة عنوانه بنورماندي بفرنسا. و كانت الرسالة الأولى مقتضبة جدا و لم يكن الشاب ينتظر الجواب. لكن على العكس من ذلك توصل بجواب و هذا ما فتح شهيته لبعث رسالة مطولة للمؤلف. و الرسالة المولية طلب بيرو جملة من التوضيحات و الاستفسارات لاسيما بخصوص سبب الاعتقال و ظروفه و طبيعة التهم الموجهة. و يبدو أن الرسالة الأخيرة كان لها وقعا خاصا على جيل بيرو الذي صرح: عندما علمت بقصة الشاب قررت أن أكتب كتابا يكشف الوجه الخفي للمغرب ليقابل وجه المغرب عضو نادي البحر الأبيض المتوسط و الناسبات الثقافيو و بهرجة الاحتفالات و الفانتازيات.
هكذا انطلقت فكرة كتاب جيل بيرو الذي أحدث أزمة دبلوماسية بين المغرب و فرنسا. كانت الميلاد الأول للفكرة من لا يدري أحد، حتى الشاب الذي راسل المؤلف من إحدى الزنازين الحبس الانفرادي بحي أ و ب بالسجن المركزي بمدينة القنيطرة.
الحسن الثاني و الكولفإن تعاطي الملك الحسن الثاني للكولف جعل الكثير من المغاربة يهتمون بهذه الرياضة عبر المشاهدة أو التظاهر بالاهتمام من حيث لا يدرون رغم علمهم علم اليقين أنها رياضة ليس في متناول الأغلبية الساحقة للمغربة إن لم يكن كلهم ما عدا كمشة قليلة لا تكد تبين. و ذلك اعتبارا لما تتطلبه من مصاريف لا يقدر عليها إلا تلك الكمشة و من توفر له هذه الجهة أو تلك شروط و أجواء ممارستها.
و لعل حب الملك الحسن الثاني لهذه الرياضة هو الذي دفع إدريس البصري، ولد الشاوية، لعشقها إلى درجة التقديس بل و جعلها من أولويات الأولويات. الشيء الذي به إلى الإقرار، و غالبا بطريقة فردية و ذاتية و سادية أحيانا و باستعمال كل الوسائل المتاحة الظاهرة منها و الباطنية للضغط على المنتخبين و القائمين على الأمور بجهات و أقاليم المملكة للموافقة على إنجاز ملاعب كولف بمناطقهم مهما كان الثمن دون أي اعتبار للانعكاسات.
و القنيطرة حالة بارزة من هذه الحالات إذ تم تبدير الملايير على إحداث ملعب كولف بطريق المهدية، علما أنه لا يوجد أكثر من شخصين إثنين يمارسون هذه الرياضة بالجهة بكاملها و لا وجود لأي حركية سياحية أجنبية . و هاذين الشخصيين الولعين بهذه الرياضة بالقنيطرة لم يسبق لهما أن فكروا و لو مرة واحدة في استعمال هذا الملعب و إنما ظلوا يتوجهان إلى الرباط و غيرها لممارستها. و حتى إدريس البصري نفسه الذي كان وراء هذا الصرح الذي حرم أبناء المنطقة من توظيف تلك المبالغ المالية في مجال أجدى و أفيد للبلاد و العباد، هو نفسه لم يسبق له أن دحرج و لو كرة واحدة و لم يستعمل و لو ثقب واحد من ذال الملعب الساسع و لو تطأ قدماه أرضيته و لو مرة واحدة. و ظل ذلك الملعب الغول يمتص الميزانية الاقليمية امتصاصا على علتها و هزالتها. و آنذاك تناسلت إشاعات قوية بعضها انطلقت من إدارات على إطلاع ، مفادها أن فاتورة الماء ، اعتبارا لقيمتها الطيطانيكية كانت، بشكل أو بآخر تسقط على كاهل مواطني المنطقة. و ظلت ÷ذه الاشاعات قائمة بقوة شديدة ن إلى حد الاقتناع بواقع الأمر، إلى أن تم توقيف سقي الملع و وضع حد للكارثة مادام الملعب ظل خاويا على عروشه منذ أن أحدث إلى أن أهمل و تم التقرير بالتخلي عنه كملعب للكولف. و لم تجن المنطقة و سكانها من هذا الملعب إلا الويلات و تبدير المال العام على امتداد سنوات لسواد عيون إدريس البصري ،ولد الشاوية الذي يقدس الكولف. علما أن منطقة القنيطرة ظلت لكل اسثتمار اجتماعي و رياضي شعبي مجدي فقيرة . و هذا ما جعل الساكنة يعتبرون إحداث ملعب كولف كانت مجرد خضوع لإرادة إدريس البصري و بتزكية و مباركة متواطئة من طرف المنتخبين و القائمين على الأمور بالجهة، و بالتالي يعدون ذالك جريمة اجتماعية في حقهم لأن كل ثقب من ثقوب ذلك الملعب كانت كلفته “بغسيل الفندق ” كما يقال و اقتطعت اقتطاعا من الميزانية العامة و على حساب حاجيات حيوية.
ا
لملك الحسن الثاني و TF 1 الفرنسيةمن الاعلاميين الذين كانوا مقربين للملك الحسن الثاني، القائم على محطة TF 1 الفرنسية و الصحفية في نفس المحطة “سانكلير” و هي التي أجرت مع الملك الراحل حوارا مطولا في برنامج “7 على 7″ المصور بالقصر الملكي بالرباط. و كان هذا اللقاء ينصب آنذاك في إطار خطة إعلامية لإعادة تحسين العلاقة بين البلدين, و قد لعب السيد “بويك” دوؤا فعالا في الاضطلاع بحصة الأسد بخصوص تكريس فحوى هذه الخطة الاعلامية، ليس فقط على الصعيد الفرنسي و إنما على مساحات تجاوزت الفضاء الأوروبي.
و كان القائم على هذه المحطة الفرنسية من المدعووين الدائمين لمختلف المناسبات، لا سيما تلك المخصصة للنخب و التي كانت متعددة على طوال السنة في عهد الملك الحسن الثاني بدءأ برأس السنة و وصولا إلى عيد الشباب (ذكرى ميلاد الملك) التي كانت تصادف الصيف.