إقرئ رحمك الله عن شر ما يدخل البشر للنّار " اللسان " لعلكم تتذكرون
كاتب الموضوع
رسالة
siham زمردة تيفي سوفت
عدد المساهمات : 1120 4 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
موضوع: إقرئ رحمك الله عن شر ما يدخل البشر للنّار " اللسان " لعلكم تتذكرون الجمعة يناير 15, 2010 7:06 am
. أرجو إستعمال البرنامج في ما يرضي الله سبحانه و تعالى ، تحميل و وقت ممتع معنا .
التفرد و التميز دائماً له عنوان واحد منتديات ويب وهران .
اللسان نعمة من نعم الله العظيمة، صغير حجمه عظيم طاعته وجرمه، إذ باللسان يستبان الكفر والإيمان ، فاللسان رحب الميدان، واسع المجال، هو ترجمان القلوب والأفكار، آلة البيان وطريق الخطاب، له في الخير مجال كبير وله في الشر باع طويل، فمن استعمله للحكمة والقول النافع، وقضاء الحوائج، وقيده بلجام الشرع فقد أقر بالنعمة ووضع الشيء في موضعه، وهو بالنجاة جدير، ومن أطلق لسانه وأهمله، سلك به الشيطان كل طريق، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، بل إن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك فان استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .
عناية الإسلام بأسلوب الكلام :
قد عني الإسلام عناية كبيرة بموضوع الكلام وأسلوب أدائه، لأن الكلام الصادر عن إنسان ما يشير إلى حقيقة عقله وطبيعة خلقه، ولأن طرائق الحديث في جماعة ما تحكم على مستواها العام ومدى تغلغل الفضيلة في بيئتها .
ينبغي أن يسأل الإنسان نفسه قبل أن يحدث الآخرين :
هل هناك ما يستدعي الكلام ؟
فإن وجد داعيا إليه تكلم، وإلا فالصمت أولى به، وإعراضه عن الكلام حيث لا ضرورة له عبادة جزيلة الأجر .
قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه :
"والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان" .
وقال ابن عباس رضي الله عنه :
"خمس أحسن من الدُّهْم الموقفة - أي الجيدة - لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه، فعيب به، ولا تمار حليما ولا سفيها، فإن الحليم يقليك وإن السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيب عنك بما تحب أن يذكرك به، وأعفه مما تحب أن يعفيك عنه، واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإجرام" .
والمسلم لا يستطيع أداء هذه الخصال الخمس إلا إذا ملك لسانه وسيطر على زمامه بقوة، فكبحه حيث يجب الصمت، وضبطه حيث يريد المقال، أما الذين تقودهم ألسنتهم فإنما تقودهم إلى مصارعهم .
خطر اللسان :
لنتأمل في هذا الحديث العظيم في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم :
«إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» [رواه البخاري] .
«يا معاذ كف عنك هذا وأخذ بلسانه.. وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» [رواه الترمذي وصححه الألباني] .
ولخطورة هذا الأمر وعظمه فقد ضرب الصحابة الكرام أروع الأمثلة في حفظهم لألسنتهم: فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول :
"إن هذا أوردني الموارد" رواه مالك
وقال ابن بريده: رأيت ابن عباس آخذا بلسانه وهو يقول :
"ويحك قل خيرا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وإلا فاعلم أنك ستندم"، قال: "فقيل له: يا ابن عباس لم تقول هذا؟"، قال: "إنه بلغني أن الإنسان ـ أراه قال ـ ليس علي شيء من جسده أشد حنقا أو غيظا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرا أو أملى به خيرا" .
وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا اله إلا هو: ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .
الكلام أسيرك :
الكلام أسيرك، فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره، والله تعالى يقول :
وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان فانه يطلعك على ما في القلب شاء صاحبه أم أبى .
ومعصية النطق يدخل فيها الشرك، وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك، ولذلك فإنّ اللسان سلاح ذو حدين فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر، ومركب من مراكب البلوغ والنجاح، وهو عند الوقح السفيه عقرب خبيثة ، ودود علق يلاصق لحم من ينال .
من آفات اللسان :
الآفة الأولى : ** الشرك بالله تعالى **
يقول الحافظ ابن رجب :
"فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم" .
الآفة الثانية :
** القول على الله بغير علم **
إن القول على الله تعالى بغير علم هو من أعظم الذنوب.. بل هو أعظم من الشرك كما قرر ذلك ابن القيم رحمه الله، وما ذاك إلّا لأنه هو السبب في الشرك ، فان السبب فيه هو القول على الله بغير علم .
الآفة الثالثة :
** الغيبة **
وهي ذكر العيب بظهر الغيب ، ذكرك أخاك بما يكره سواء أكان فيه ما تقول أم لم يكن فهكذا بينها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل في محكم تنزيله :
هكذا بين أهل العلم الغيبة، فهي تشمل كل ما يفهم منه مقصود الذم سواء أكان بكلام أم بغمزة أم إشارة أم كتابة .
الآفة الرابعة :
** الكذب **
جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار فكان مما قال صلى الله عليه وسلم :
«أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة»
و قال صلى الله عليه وسلم :
«وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» [رواه مسلم] . أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
لا تنسونا بصالح الدعاء و التوفيق من الله العزيز القدير
إقرئ رحمك الله عن شر ما يدخل البشر للنّار " اللسان " لعلكم تتذكرون