موضوع: من ذكريات والدي الإثنين يناير 11, 2010 6:47 am
حدثني والدي أنه في أول شبابه وفي مدينة حمص كان هناك نخبة من العلماء الاجلاء :البعض مبدع بالنحو والبعض في الحديث وأخر في التفسير او الفقه وهناك من جمع ذلك كله والى جانب ذلك كان هناك اختلاف في الاراء والرؤيا ويشهد الله انه كان يلمس في الجميع الاخلاص والحرص على انقاذ الشباب من الضياع والدعوة الى الله. وقد استمتع واستفاد من علم العلماء وأخلاقهم ومن النفحات الروحانية لدى بعضهم والفكر العميق لدى البعض الاخر. ولم يكن ينغص عليه عداوة الاتجاهات العلمانية من شيوعية وقومية بقدر ماكان ينغص عليه تعصب بعض الاسلامين وان كانوا قلة حيث يظن كل واحد من هؤلاء أنه على حق وغيره على الباطل لكن الله اكرمه بعالم جليل كان يتردد عليه دائما متفتح القلب والعقل يحب كل مسلم يدعوا الى الله. وفي يوم من الأيام وقبل ذهاب العالم لأداء فريضة الحج جمع النخبة من طلابه وقد خاف عليهم من التعصب وقال:أيها الشباب المؤمن لا يضير الجواهر والدرر أن تكون مختلفة في الحجوم والألوان إذا وجد من ينظمها فربما يخرج منها عقدا فريدا لايكمن أن يكون مثيلا له من جواهر ودرر متشابهة في اللون والحجم .وهذا واقع العاملين للإسلام فأبتعدوا عن التعصب وتعرفوا على الأخرين وانتفعوا بما عندهم أيها الاحبه إذا تناثرت الجواهر والدرر فربما تداس بالاقدام وتركل بالارجل ولا يشعر أحد بقيمتها ولاتنازعو فتفشلو وتذهب ريحكم وعاش ابي اربعين سنة على ذكريات الشباب الحلوة هذه وربما خالف في الرأي بعض مشايخه لكنه مبالغة في حبهم يقول عن أرائه أنها شاذه رغم أن فيها من المنطق السليم وهو الآن يجل ويقدر قمم العلم والفكر أمثال القرضاوي والحوالي والعوده والقرني ويسعد بسماع عمرو خالد والدويش والعريفي والمنجد وغيرهم كثير ويدعو لهم بظهر الغيب ولا يشعر الا بالحب ويقرأ ويحفظ الكثير من الشعر الاسلامي لمختلف شعراء الدعوة وكثيرا يردد
قف ياهلال عن السرى واسمع ندائي المسكرا أنا مؤمن أشدو بألحان الخلود كما ترى وحدي أهيم على الثَّرى والكون يغرق في الكرى قف ياهلال وهاك من روحي الهدى والعنبرا إن كان نهرالنّور من صفحات وجهك قد جرى فالحب من قلبي العميد الأريحي تفجرا فأقبس أخي مني الجوى ،واعكسه نوراً للورى فلعله يجلو عن الدنيا الظلام المُنكرا فالحبُّ مس الضريع لصار زهرا مثمرا والحب إن لثم الخريف غدا ربيعا مُزهرا ولو أنه لفح الدُّجى لارتدَّ فجرا مُبصرا فانظر أيا قمري الحبيب إلى الأنام على الثَّرى لو كان حبي فيهمُ ، لم تلق قلباً مقفرا
وهي للشاعر سليم عبد القادر
واعذروني أخوتي إن أطلت لكنها من كلمات والدي التي استمتع بها جدا والتي استقي منها افكاري واحببت ان اشرككم بها وجزاكم الله خيرا