عبارة (ستصدّقنا مهما كانت معتقداتك) الّتي
شاهدناها في إعلان الفيلم جاءت متزامنة مع صورة الكعبة المشرّفة ومن حولها من
مصلّين وطائفين
فعلوها
بنا في تفجيرات سبتمبر وفي ذلك التسونامي الّذي التهم كلّ شيء .. ألصقوها مباشرة
بأمريكا وبأنّها -على الأغلب- قد تكون السّبب الّذي يفعل شيئاً كهذا من باب
التّجربة أو إثبات القوّة .. لا أصدّق هذه الأمور .. أمريكا ليست ذلك المشجب
العملاق الّذي سنعلّق عليه كلّ كوارث الطّبيعة والمآسي البشريّة .. هناك أمور كثيرة
تفعلها أقوى دولة في العالم ولكن ليس إلى هذا الحدّ .. شاهدت فيلم (2012) للمخرج
(رونالد إيمريتش) وبطولة (جون كوزاك) و (أماندا بيت) .. والّذي يتحدّث عن دمار
الأرض في 21/12/2012 بسبب توهّجات الشّمس وغليان الأرض .. صدّقني لقد أصبت بالذّهول
العارم الفظيع ! هذا فيلم رهيب بمعنى الكلمة الحرفي .. لن يمكنك أن تعرف جنون
الأحداث وروعة المؤثّرات البصريّة الّتي تثير الإعجاب والدّهشة إلى أقصى الحدود في
الفيلم ما لم تشاهده .. إنّه فنّ كامل متكامل يجذبك من قميص انتباهك ويقطع أنفاسك
لفرط التّشويق ! بعد انتهائي من ذهولي الّذي دام ساعتان ونصف أفقت على عدّة أمور في
غاية الأهميّة .. أولها أنّ هذا الفيلم تمّ طرحه في دور العرض العربيّة قبل عرضه
هناك في أمريكا وأوروبّا ! ثانيها .. هناك فيلم وثائقي يحمل نفس الاسم وفيه نخبة من
العلماء المحترمين .. والّذين يقدّمون لك بالوثائق والصّور نبوءات كثيرة لحضارة
(المايا) وللعرّاف (نوستراداموس) الّذي اجتمعت عليه الإشاعات والأكاذيب .. وكلّ من
في هذا الفيلم يؤكّدون لك -حسب رأيهم- أنّنا حتماً سننتهي وأنّ كوكب الأرض سيتعرّض
في ذلك التّاريخ إلى كارثة تودي بحياة أغلب سكّانه ! ثالثاً .. دور العرب الّذي برز
بأنّ أول النّاجين من الطّوفان والّذين تمّ التّفاوض معهم حول حجز مقاعد لهم على
متن السّفن العملاقة هو أمير عربيّ ! وأنّ عبارة (ستصدّقنا مهما كانت معتقداتك)
الّتي شاهدناها في إعلان الفيلم جاءت متزامنة مع صورة الكعبة المشرّفة ومن حولها من
مصلّين وطائفين ! باختصار .. ما رأيته هو فيلم موجّه بالكامل لنا كعرب ومسلمين !
نحن لا نؤمن بهذه الترّهات الّتي يؤمنون بها لتعارضها مع ديننا .. ليس هناك آيات
قرآنية أو أحاديث نبويّة تقول شيئاً كهذا أو حتّى قريب منه .. كما أنّ المنجّمين
والعرّافين كذّابون ولو صدقوا -بالفاء أو بالقاف!- كما نعرف ! لذا فإنّ هذا ما نحن
أمامه الآن .. ردود الفعل بسبب الفيلم تظهر التأثير المروّع له على من يشاهده ..
كما أنّ هناك مواقع إلكترونيّة قد بدأت من عرض الفيلم بالعدّ التنازلي بالشهور
والأيّام والدّقائق والثّواني إلى أن يحين ذلك التّاريخ في عام 2012 .. كما أنّني
تأمّلت كثيراً من الوجوه الّتي شاهدت معي الفيلم في السّينما .. هناك قلق حقيقي نقش
نفسه على ملامحهم بمنتهى الوضوح .. وكانت هناك في الجوار مجموعة من المراهقين وقد
دبّ الحماس بهم لمناقشة كلّ ما يمكنهم فعله قبل هذا التّاريخ .. لينالوا بعض الحظّ
والنّصيب من الدّنيا فحسب ! هذا الفيلم حقّق عندي كلّ ما ينطبق على نظرية المؤامرة
وأرجو الله أن أكون مخطئاً .. أمريكا ثعلب كبير لا أستبعد البتّة أن يكون هناك شيء
من مخطّطاتها له علاقة بهذا التّاريخ .. أرجوه أن لا يكون بداية حربها مع إيران أو
قنبلة من نوع جديد تلقيه فوق عالمنا العربيّ الّذي يكفيه ما فيه .. أنصحك فعلاً أن
تشاهد الفيلم ولا تقلق .. فإن لم يكن يعني شيئاً حقاً فهو في النّهاية فيلم ممتع
أضمن لك فيه الذهول حتّى آخر درجة !