السلاااااااااااااام عليكم جميع.....
قصة قراتها وحبيت اشارككم فيها......اتمنى انها تنال اعجابكم....والصراحة قصة حزينة و مؤثرة...
مرت به طيوف الذكريات وهو يستقبل شروق الشمس برحلة العودة00 فهو عائد لوطنه وبيته ومسقط رأسه بعد غربة دامت سنين في بلاد بعيدة لا دفء فيها ولا قرابة0
تذكر تلك السنين التي قضاها وكأنها دهر00 لقد مضت00 تبسم وهو يتذكر كيف كان ومن أين بدأ00 لقد خرج من بيته بليلة ظلماء وبكل عناد الشباب وإحساس القهر00 فهو يعشق وبجنون00 ولكنها غنيه وهو فقير00 هي تحبه بجنون أيضاً رغم فقره00 هو يريدها00 ولكن يريد أن يرتقي سلم المجد ليضاهي عائلتها رغم أنها قالت له لا يهمها فقره فهي تريده هو00 ولكن عناد الشباب وطموح ليس له حدود قاده للقرار الوحيد الذي يجب أن يعمله0
و قرر أن يخلق لنفسه شخصية أخرى00 وأن يشق لنفسه درباً في الحياة00 وأن يحفر الصخر بأظافره ليصنع من نفسه رجلاً يستحق كلمة نعم دون أن يتبعها ندم
حمل حقيبته التي لم تكن تحوي سوى قطعتين من شيء يقال له رداء00 فهي أسمال بالية00 وخرج في ظلمة الليل وقد أصم أذنيه عن صوت عويل أمه وأعمى عينيه عن غضب والده المتجلي بتغضن وجهه 0 وسار مع غروب الشمس نحو الغروب00 ولم يخطط أين سيذهب ولم سيلجأ0
ووصل بعد عناء لبد بعيد00 سكن بحجرة أقل ما يقال عنها قبر للأحياء0 لا نافذة وأرضية فرشت من تراب جفت حبيباته بفعل قطرات عرق سكبت من أجساد من سبقه إليه00 وهواء قد إختنق داخل عبوة في قدم الزمن ثم زفر بفضاءها فلوث ما تحمله الحجرة من ذرات وبقايا أكسجين0
لم يهتم لهذا الأمر فهو سيعمل طوال النهار ولن يعود هنا إلا لقضاء ساعات ليله 00 وهكذا كان0
بدأ يبحث عن عمل له 00 عمل بكل شيء يقدر الإنسان على عمله00 وأشياء لا تمت للإنسانية بصلة00 جاهد وثابر وصار يجمع أول ثمر حان قطافه بعد ستة عناء وصبر
تذكر000000000 كم قاسى الجوع والبرد والعراء00 كم ليلة بات لا يقوى على التقلب مت تعب جسده ونفسه00 لم يكن يصبّره على ما هو فيه سو وعد أخذه وهو راحل بأنها ستنتظر عودته
وهكذا مرت السنة تلو السنة وهو يعمل وكلما قرر العودة تراجع في قراره00 فهو عندما يحصي ثمار عمله يراها لا تكفي فيقرر البقاء والعمل أكثر00 وقد كان التوفيق حليفه00 ولكن رغم ما صار إليه حاله من غنى ومال00 بقي وفياً لقبره الأول ولم يبارحه00 وهكذا إستمر الحال حتى قرر أخيراً الرجوع لبلده00 لملم متاعه القليل والذي لم يتغير كثيراً فهو لم يكن يصرف على متعه أبداً00 وحول ما جمعه الى شيكات وقرر الرحيل نحو مشرق السمش00 ليعود منهياً صفحة غربة قاسية ومفيدة00 عاد وهو يدندن بلحن العودة 00 فرحاً بلقاء الأحباب00 ممنياً نفسه بحياة سعيدة بعد توفر مقوماتها 00
وعلى مشارف بلدته توقف يتأمل من بعيد وقد عجب من تغير أحوالها 00 فقد طالت المباني00 وتغيرت معالم البلد كثيراً00 قال في نفسه00 متى حدث ذلك؟ فأنا لم أتغيب أكثر من سنين معدودة00 وليست طويلة ليحدث هذا التغير00 وقادته خطاه للحارة التي كان يقطنها 00 لبيت أهله ومسقط رأسه00 وتقدم ونظر للبيت وقد شعر بأنه فارغ قد فارقته الحياة00 تقدم بخوف ودق الباب بيد ترتجف 00 ففتحت له سيدة عجوز قد إنحنى ظهرها وغارت ملامحها بفعل الزمن والفقر والحاجة00 تأمل السيدة التي تحمل ملامح أمه لكن مع إختلاف كبير00 وبصوت أقرب للفحيح قال لها ألا تذكريني؟
تأملت الأم بهذا الطارق الغريب برهة ثم هتفت بداخلها غريزة الأمومة وحنين الأم لطفلها وصاحت وهي تفتح ذراعيها لتحتضن هذا القادم00 ولدي00 قالتها وهي تذرف دموع سخية من عينين تغضنت جفونها وقارب سوادها ليصبح أبيضاً
نادى صوت من بعيد 00 يصحبه سعال حاد 0 من بالباب يا إمرأة00 قالت وقد خرجت نبراتها مهزوزة بفعل شدة عواطفها وإختناقها بقوة نبضات فؤادها الفرح00 إنه أبننا
دعته للدخول 00 ودخل وقد بدأ ينظر حوله بشيء من الخوف وكثير من الشوق00 وتقدم من فراش أبيه يلثم يديه ووجهه وقد فاضت عيناه بدموع السعادة وعودة الهدوء لنفسه00 ولم ينم أهل البيت هذه الليلة00 فقد قضوها بالحديث هو ينقلون له أخبار البلدة وهو يحكي بفخر إنجازاته العظيمة00 ثم بدأ يستعجب أمراً 00 لم تذكرها أمه00 وكلما هم بذكرها غيرت الموضوع00 فسأل عنها سؤال صريح00 أعقبه لحظة صمت كانت دهراً بالنسبة له00 وقال أمه بحرقة00 لقد رحلت لدنيا الخلود 00 فهي ذهبت من سنتين لدنيا العدل ودار البقاء0
دارت به الدنيا وشعر بأن الأرض تهوي به في بئر عميقة
صاح بصوت مكتوم00 لا00 صاح وصدى صوته يردده خفقان قلبه00لا00 صاح وقد خنقته عبرة الحزن ودموع الندم00 لا00
سأل عن مكانها00 وخرج وكأنه يهرب لقدره00 ووقف أمام قبرها يسترجع ذكراها00 كم كانت جميلة00 وكم رجته ألا يرحل00 وكم بكت من أجله وهو يقول سأعود00 وهي تصرخ سأنتظر00 وهاهو عاد حاملاً معه كل ما يجعله سعيداً وغنياً وذو شأن00 عاد00 ليروي زهرة عمره من ندى الصباح كلما نظر لوجهها المشرق00 فإذا به يعود ليجد أن تلك الوردة التي عشق قد قطفت قبل أن تتفتح وتطلق عبيرها وتختال بجمال رحيقها0
وبكل هدوء أخرج كل الشيكات التي تحوي ما جمع من ثمرات بسنين عمره الغريب
والى جوار قبرها دفن ما جمع00 وعاد لحجرته ولعمله السابق00 يقتات بقوت يومه من كد يوم متعب لينام بقرب جسدين يعلم مقدار حبهما له ويعلم ما سبب لهما من تعاسة0