siham زمردة تيفي سوفت
عدد المساهمات : 1120 4 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: الانسان النوبي البسيط الأحد يناير 10, 2010 7:45 am | |
| اختلف العلماء والكتاب المعاصرين كثيرا حول الأصول القديمة للإنسان النوبي . فعلى الرغم من كثرة الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا الجانب إلا انه لا يوجد حتى الآن اتفاق علمي محدد حول أصل النوبيين . وقد درج معظم هؤلاء على البحث عن المواطن الأولى للإنسان النوبي قبل ظهوره في وادي النيل ، فخرجوا علينا بالعديد من الآراء والاستنتاجات أهمها :
أن النوبيين ينتمون "كوش" أو "كاش" الذي ورد ذكره في التوراة وأيضا الإنجيل ، وهو كوش بن حام بن نوح أخو "مصرايم" جد المصريين ووالد "نوبة" الذي يعتقدون بأنه والد الأمم النوبية الحالية (1)التي هاجرت إلى أفريقيا بعد الطوفان واستقرت في أجزاء منها فسميت باسمهم . . وعليه فان أصحاب هذا الرأي يرون بوحدة الأصل النوبي والمصري القديم حيث ينتمي كلاهما - حسب رأيهم - إلى السلالة الحامية التي تندرج تحت السلالة القوقازية . أن النوبيين جزء من السلالة المصرية القديمة نزحت جنوبا في بعض الفترات التاريخية واستقرت في تلك المناطق التي توجد بها آثارهم الآن . ولعل أصحاب هذا الرأي يرون في وجود الآثار المصرية من اهرامات ومعابد وخلافها في المناطق النوبية القديمة دليلا على ما ذهبوا إليه (2) ، لكن يرد على هذا القول بأن النوبيين اختلطوا على مر تاريخهم الطويل بمختلف التيارات الثقافية ولم يقتصر اتصالهم على المصريين وحدهم . ومن الثابت أن الرومان والإغريق والعرب - وحتى شعوب شرق آسيا والهند - قد أسهموا أيضا في تشكيل ملامح الثقافة النوبية الحالية ، كل منهم بدرجات متفاوتة . لذلك لا يمكننا في معرض البحث عن أصول المجموعات النوبية الاعتداد بوجود تلك الآثار ، إذ أن التماثل الثقافي بين المجموعات يمكن إرجاعه إلى عامل التأثير والتأثر الناتج عادة عن الاحتكاك والتواصل المستمر بين الأمم المختلفة لفترات طويلة من الزمن عبر التاريخ . أن النوبيين هم من أصول زنجية هاجرت إلى المنطقة من كردفان ودارفور في غرب السودان عبر الصحراء الكبرى لوادي النيل ومنها للمناطق الشرقية المتاخمة (3). استدل أصحاب هذا الرأي بصور وتماثيل الملوك النوبيين التي وجدت على جدران المعابد النوبية القديمة حيث تحمل كلها السحنة الزنجية ، كما استندوا إلى تشابه اللغة النوبية مع بعض لغات جبال النوبة في بعض المفردات اللغوية . والواقع أن هذا الجانب المتعلق باللغة جذب اهتمام الكثيرين وخضع للدراسات والأبحاث المختلفة من قبل الباحثين والدارسين المتخصصين ، إلا انه لم يتم التوصل حتى الآن لأي دليل علمي يثبت وحدة الأصل أو الاتصال ما بين اللغة النوبية ولغات جبال النوبة أو غيرها من اللغات الأفريقية الأخرى على الاطلاق . أن النوبيين ربما يكونوا قد وفدوا إليها من آسيا عبر البحر الأحمر من عهود بعيدة جدا ما قبل التاريخ ففقدوا ملامحهم الأصلية بطول البقاء وأصبحوا على ما نراهم عليه اليوم (4) . أن النوبيين نشأوا أصلا في قارة أفريقيا ثم تشعبوا فيها إلى قبائل وبطونا استقرت كلها على امتداد وادي النيل حيث توجد آثارهم الآن . وعليه ، فإن أصحاب هذا الرأي يأخذون بأصالة النوبيين وينفون أي صلة عرقية بينهم وبين غيرهم من المجموعات السكانية التي قالت بعض الآراء بانتمائهم إليها . أن النوبيين ينتمون أصلا لقبيلة النوبادي البدوية التي كانت تجول في الأجزاء الجنوبية من ليبيا والمغرب ، وقد وفدوا لوادي النيل عبر الصحراء الغربية واستقروا على ضفافه في فترات مبكرة من التاريخ حيث اكتسبوا مهارة الزراعة وفقدوا خصائصهم البدوية ولغتهم الأصلية بطول البقاء . يستند أصحاب هذا الرأي إلى الشبه الكبير بين لغات بعض القبائل البدوية في شمال أفريقيا واللغة النوبية ، بالإضافة إلى التشابه في التقاليد والعادات . ويعتقد أنصار هذا الرأي بأن اسم النوبة نفسه ربما يكون قد اشتق من اسم " النوبادي " أو " النوباد " .
أيا كانت الآراء في أصولهم القديمة فمما لا شك فيه أن النوبيون هم من أقدم المجموعات البشرية التي استوطنت أفريقيا حيث تدل الآثار والمخلفات الباقية في المنطقة على تواجدهم بها منذ ما يزيد على 60.000 سنة . ولا تعتبر محاولات البحث عن الجذور واختلاف الآراء حول منابتهم القديمة تشكيكا في النوبيين ، وإنما هي محاولات لقراءة التاريخ لمدى أبعد مما هو معروف لدينا فعلا ، بالرغم من أن هذه المحاولات قد تقودنا إلى حلقة مفرغة لا يمكن الوصول إلى نهاية لها على رأي الباحث السوداني الجليل د.حسن الفاتح قريب الله : (( إن المهم عند عند هؤلاء المؤرخين وأمثالهم أن يثبتوا النزوح وعدم أصالة النوبة بأرضهم ليتفرغوا للبحث عن الأماكن التي نزحوا منها ، علما بأننا لو تأسينا بأمثال هؤلاء في مثل هذا المنحنى غير العلمي لتساءلنا عن الموطن الأصلي الذي كان يسكنه أولئك النوبة قبل أن يستقروا بليبيا أو المغرب أو جبال كردفان . وبما أن تساؤلا كهذا يؤدي إلى التسلسل ، والتسلسل باطل علميا فان ما ينبني على الباطل من افتراضات ساذجة يعتبر باطلا . )) وبعيدا عن محاولات البحث عن الجذور فإن السودان يعتبر اليوم الوطن الأول للنوبيين حيث يتواجد بها حوالي70 % من تعدادهم البالغ 300.000 نسمة ، بينما يتوزع البقية منهم في جنوب مصر وبقية دول العالم خاصة الدول العربية .
اختلف العلماء والكتاب المعاصرين كثيرا حول الأصول القديمة للإنسان النوبي . فعلى الرغم من كثرة الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا الجانب إلا انه لا يوجد حتى الآن اتفاق علمي محدد حول أصل النوبيين . وقد درج معظم هؤلاء على البحث عن المواطن الأولى للإنسان النوبي قبل ظهوره في وادي النيل ، فخرجوا علينا بالعديد من الآراء والاستنتاجات أهمها :
أن النوبيين ينتمون "كوش" أو "كاش" الذي ورد ذكره في التوراة وأيضا الإنجيل ، وهو كوش بن حام بن نوح أخو "مصرايم" جد المصريين ووالد "نوبة" الذي يعتقدون بأنه والد الأمم النوبية الحالية (1)التي هاجرت إلى أفريقيا بعد الطوفان واستقرت في أجزاء منها فسميت باسمهم . . وعليه فان أصحاب هذا الرأي يرون بوحدة الأصل النوبي والمصري القديم حيث ينتمي كلاهما - حسب رأيهم - إلى السلالة الحامية التي تندرج تحت السلالة القوقازية . أن النوبيين جزء من السلالة المصرية القديمة نزحت جنوبا في بعض الفترات التاريخية واستقرت في تلك المناطق التي توجد بها آثارهم الآن . ولعل أصحاب هذا الرأي يرون في وجود الآثار المصرية من اهرامات ومعابد وخلافها في المناطق النوبية القديمة دليلا على ما ذهبوا إليه (2) ، لكن يرد على هذا القول بأن النوبيين اختلطوا على مر تاريخهم الطويل بمختلف التيارات الثقافية ولم يقتصر اتصالهم على المصريين وحدهم . ومن الثابت أن الرومان والإغريق والعرب - وحتى شعوب شرق آسيا والهند - قد أسهموا أيضا في تشكيل ملامح الثقافة النوبية الحالية ، كل منهم بدرجات متفاوتة . لذلك لا يمكننا في معرض البحث عن أصول المجموعات النوبية الاعتداد بوجود تلك الآثار ، إذ أن التماثل الثقافي بين المجموعات يمكن إرجاعه إلى عامل التأثير والتأثر الناتج عادة عن الاحتكاك والتواصل المستمر بين الأمم المختلفة لفترات طويلة من الزمن عبر التاريخ . أن النوبيين هم من أصول زنجية هاجرت إلى المنطقة من كردفان ودارفور في غرب السودان عبر الصحراء الكبرى لوادي النيل ومنها للمناطق الشرقية المتاخمة (3). استدل أصحاب هذا الرأي بصور وتماثيل الملوك النوبيين التي وجدت على جدران المعابد النوبية القديمة حيث تحمل كلها السحنة الزنجية ، كما استندوا إلى تشابه اللغة النوبية مع بعض لغات جبال النوبة في بعض المفردات اللغوية . والواقع أن هذا الجانب المتعلق باللغة جذب اهتمام الكثيرين وخضع للدراسات والأبحاث المختلفة من قبل الباحثين والدارسين المتخصصين ، إلا انه لم يتم التوصل حتى الآن لأي دليل علمي يثبت وحدة الأصل أو الاتصال ما بين اللغة النوبية ولغات جبال النوبة أو غيرها من اللغات الأفريقية الأخرى على الاطلاق . أن النوبيين ربما يكونوا قد وفدوا إليها من آسيا عبر البحر الأحمر من عهود بعيدة جدا ما قبل التاريخ ففقدوا ملامحهم الأصلية بطول البقاء وأصبحوا على ما نراهم عليه اليوم (4) . أن النوبيين نشأوا أصلا في قارة أفريقيا ثم تشعبوا فيها إلى قبائل وبطونا استقرت كلها على امتداد وادي النيل حيث توجد آثارهم الآن . وعليه ، فإن أصحاب هذا الرأي يأخذون بأصالة النوبيين وينفون أي صلة عرقية بينهم وبين غيرهم من المجموعات السكانية التي قالت بعض الآراء بانتمائهم إليها . أن النوبيين ينتمون أصلا لقبيلة النوبادي البدوية التي كانت تجول في الأجزاء الجنوبية من ليبيا والمغرب ، وقد وفدوا لوادي النيل عبر الصحراء الغربية واستقروا على ضفافه في فترات مبكرة من التاريخ حيث اكتسبوا مهارة الزراعة وفقدوا خصائصهم البدوية ولغتهم الأصلية بطول البقاء . يستند أصحاب هذا الرأي إلى الشبه الكبير بين لغات بعض القبائل البدوية في شمال أفريقيا واللغة النوبية ، بالإضافة إلى التشابه في التقاليد والعادات . ويعتقد أنصار هذا الرأي بأن اسم النوبة نفسه ربما يكون قد اشتق من اسم " النوبادي " أو " النوباد " .
أيا كانت الآراء في أصولهم القديمة فمما لا شك فيه أن النوبيون هم من أقدم المجموعات البشرية التي استوطنت أفريقيا حيث تدل الآثار والمخلفات الباقية في المنطقة على تواجدهم بها منذ ما يزيد على 60.000 سنة . ولا تعتبر محاولات البحث عن الجذور واختلاف الآراء حول منابتهم القديمة تشكيكا في النوبيين ، وإنما هي محاولات لقراءة التاريخ لمدى أبعد مما هو معروف لدينا فعلا ، بالرغم من أن هذه المحاولات قد تقودنا إلى حلقة مفرغة لا يمكن الوصول إلى نهاية لها على رأي الباحث السوداني الجليل د.حسن الفاتح قريب الله : (( إن المهم عند عند هؤلاء المؤرخين وأمثالهم أن يثبتوا النزوح وعدم أصالة النوبة بأرضهم ليتفرغوا للبحث عن الأماكن التي نزحوا منها ، علما بأننا لو تأسينا بأمثال هؤلاء في مثل هذا المنحنى غير العلمي لتساءلنا عن الموطن الأصلي الذي كان يسكنه أولئك النوبة قبل أن يستقروا بليبيا أو المغرب أو جبال كردفان . وبما أن تساؤلا كهذا يؤدي إلى التسلسل ، والتسلسل باطل علميا فان ما ينبني على الباطل من افتراضات ساذجة يعتبر باطلا . )) وبعيدا عن محاولات البحث عن الجذور فإن السودان يعتبر اليوم الوطن الأول للنوبيين حيث يتواجد بها حوالي70 % من تعدادهم البالغ 300.000 نسمة ، بينما يتوزع البقية منهم في جنوب مصر وبقية دول العالم خاصة الدول العربية | |
|
sabir25 المراقب العام
عدد المساهمات : 992 4 تاريخ التسجيل : 14/11/2009
| موضوع: رد: الانسان النوبي البسيط الإثنين يناير 11, 2010 4:29 am | |
| | |
|