كل إنسان على البسيطة يتمنى أن يكون ذكره حسنا وسمعته طيبة،
ويكسب محبة الناس الذين هم شهداء الله في أرضه ، ويسعى لذلك بكل
ما أوتي من قوة مجتهدا في ذلك ،ولكن كيف السبيل إلى ما يريد ؟!
وماذا يجب عليه حتى يحصل له ما يتمنى ؟! إن هذا الأمر لا يستطيع أي شخص أن يحصل عليه بكل سهولة ويسر لأنه يحتاج إلى إنسان مخلص النية لله مجد في طلب محبة الآخرين ،مقدما كل ما يكون سببا في حصول المطلوب والمرغوب ،ولا شك أن محبة الناس واحترامهم وتقديرهم ،ومد يد العون لهم ،
والتبسم في وجوههم استجابة لأمر النبي عليه الصلاة والسلام أعمال جليلة يؤجر عليها المسلم ،
وفيها رفع لمكانته عند الله
وعند عباده وخير الناس كما
قال الحبيب عليه الصلاة والسلام أنفعهم للناس ،
والله في عونه مادام في عون إخوانه
،وكم من إنسان فرج كربة مسلم ففرج الله عنه كربة من كربه في الدنيا ،ويوم القيامة يفرج الله عنه كربة من كربها كما جاء في الحديث عن رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
(( من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ))
ومن كانت سيرته حسنة في الدنيا
الدنية نال محب العباد وعاش قرير العين فالكل يحبه ويحترمه
يقول الحق تبارك وتعالى :
(( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ))
ويقول في آية أخرى من سورة النحل :
(( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ،ولنجز ينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ))
وبعد مماته سيشهد له خلق كثير ممن يعرفونه
ويسمعون عنه من أخلاق حميدة وحسن تعامل ،
وتواضع ولين جانب ،وخدمة للناس ،
وطاعة لرب العباد ،وسيكون في الآخرة
من الفائزين بإذن الله ،وهذا مصداق لما جاء في قصة الرجلين الذين ماتا فدعا الناس على أحدهم ،
ودعوا للآخر بالرحمة والمغفرة ففي كلتا الجنازتين
قال الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
وجبت وجبت وعندما سأل الصحابة النبي عن قوله
وجبت في الجنازتين قال عن الأولى وجبت دعوتكم له ،
وفي الأخرى وجبت دعوتكم عليه ،
فنلكن أحسن الناس أخلاقا
وتعاملا لننال رضا الله أولا
ومن ثم محبة الناس ودعوتهم الطيبة لنا ،
وفي كل ذلك نفع لنا في الدنيا والآخرة
والله لايضيع أجر من أحسن عملا ،
ولا أجر المحسنين وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى