إلى أختي الغائبة ........................................ المحترمة
حفظها الله
أختي الكريمة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....ها أنا أتقدم
بين يديك بهذه الرسالة الرثة المتهلهلة الأسلوب .. الفقيرة من كل شيء سوى ما
تحمله لكم من محبةٍ وتقدير وإجلال واعتراف لما لكِ علىّ من فضل سابق وأياد
بيضاء لا أنساها؛ فكم كنت لي دليلا في طريق الخير، وكم كنت مثلي الأعلى في
سمتك ودعوتك؛ واراني وإياك أتمثل اللص مع الإمام أحمد حين قال إنما هي الجلدة
الأولى.....
أختي ....إن قلة بضاعتي لا تمنعني أبدا من أن أبوح لك بشيء في نفسي قد
يكون إلى الخطأ أقرب منه إلى الصواب ....
أني أراك تتوارين خلف اهتماماتك اليومية الخاصة بكل ما فيها من خير
ومسؤوليات، في وقت يحتاجك الميدان أكثر من ذي قبل فهذه الحرب الشعواء على
الدين والأخلاق، تهدد ليس بيتي وبيتك بل العالم بأسره وها أنت اليوم بلغت من
النضج والمعرفة ما يجعلنا في أمس الحاجة إليك ..... ليس تملقاً ، ولا أنساً
بكِ ، بل حاجة إلى خبرتك وحكمتك ....
حبيبتي لا يخفى عليك ما تمر به الأمة الإسلامية اليوم من محاولات
لتغريب أبناءها وهدم لقيمها ومسخ لهويتها ، وإن كان ذلك يقع بالأمة عامة
فالمرأة أخص بتوجيه الرماح ، وقد كنت ولا تزالين ممن ينافحون عن حياض الدين
الحنيف سعيا لإعلاء كلمة الله ودعوة للالتزام بشرعه .... فهل تراه حان وقت ترك
السلاح ؟
أخي هل تراك سأمت الكفاح
وألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح
ويرفع راياتها من جـديد
أخي هل سمعت أنين التراب
تدك حصاه جـيوش الخراب
تمزق أحشاءه بالحراب
وتصفـعه وهو صلب عنيد
إنه لا يسعنا في هذا الدرب التراجع فقد خطونا خطوات إلى الأمام فأصبحنا
في منتصف الطريق، فلسنا نصنف من عوام الناس، ولم نصل إلى النهاية بعد ، كما
أظنك لا ترضين بالقعود وكأن روحك ومشاعرك في شد وجذب .... والمخرج من هذا في
المساهمة و لو اليسيرة في بناء الصحوة وتزكية التجربة و الخبرة فالناس بحاجة
إليها ...
أختاه ....! لعلي تجاوزت الحد في حديثي وعذري في ذلك هو رجائي من
الله العلي القدير أن يجعلنا ممن قال فيهم (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا
الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ).. وحسبنا ذلك
دافعا وشرفا .