رحيق الورد
عدد المساهمات : 832 1 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: إمرأة لوط الأربعاء يناير 06, 2010 2:51 pm | |
|
دون لنا الوحى المقدس فى سفر التكوين وهو أول أسفار العهد القديم فى الأصحاح 13 قصة لوط الذى بعد إنعزاله عن إبراهيم سكن وأقام فى مدينة سدوم . فنقرأ فى تكوين 13 : 10 و 11 و13 فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقى قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة كجنة الرب كأرض مصر ....فأختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن وارتحل لوط شرقا .... وكان أهل سدوم أشرارا وخطاة لدى الرب جدا " . وفى تكوين 19 نرى الرب يرسل ملاكين إلى سدوم ليخرجا لوط وأسرته منها قبل إحراقها . وكيف لم يصدقه أصهاره عندما أخبرهم بهلاك الدائرة ورفضوا الخروج منها . وكيف أمسك الملاكان بيد لوط وزوجته وإبنتيه اللتين معه وأخرجوهم خارج المدينة . وقالا لهم فى تكوين 19 : 17 " إهرب لحياتك , لا تنظر إلى وراءك , ولا تقف فى كل الدائرة . إهرب إلى الجبل لئلا تهلك " . ولكن للأسف الشديد لقد خالفت إمرأة لوط هذه الوصية فنقرأ فى تكوين 19 : 26 " ونظرت إمرأته من وراءه فصارت عمود ملح " . وجاء فى لوقا 17 : 32 " أذكروا إمرأة لوط " . هنا يأمرنا الوحى المقدس أن نذكر إمرأة لوط وسوف يقودنا روح الرب فى بعض التأملات والدروس والعبر التى نتعلمها من هذه الحادثة كالآتى :- أولا :إن الأمر الذى دفعت فيه إمرأة لوط حياتها ثمنا له هو نظرها إلى الوراء لأنها بذلك كسرت وخالفت وصية الله على لسان الملاكين .وهذا يذكرنا بما قاله رب المجد يسوع لذلك الشخص المذكور فى لوقا 9 : 61 و 62 الذى جاء إليه وقال " أتبعك ياسيد ولكن إئذن لى أولا أودع الذين فى بيتى . فقال له يسوع ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله " . الرب يحسن إلينا حتى نقول مع الرسول بولس فى فيلبى 3 : 13 و 14 "أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسى إنى قد أدركت . ولكنى أفعل شيئا واحدا إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام . أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا فى المسيح يسوع " . فننسى الماضى بضعفاته وسقطاته والآمه وجراحه . ونكرس الحياة لرب الحياة وخدمته . ثانيا : لقد إستهانت إمرأة لوط بأقوال الرب على فم الملاكين وخالفتها بأن نطرت إلى الوراء رغم الوصية الواضحة " لا تنظر إلى وراءك " . وهذا كثيرا ما نقع فيه كمؤمنين مولودين الولادة الثانية وأصبحنا أولادا لله . إذ نستهين بأقوال الرب فنستبيح بعض الخطايا من أفكار شريرة أو نظرات أثيمة أو بعض الكذب فى بعض المواقف أو عدم الغفران للغير عند إساءتهم إلينا وهكذا من الأمور التى نراها صغيرة ولكنها مخالفة لوصايا الرب وأحكامه .فهذا فى الحقيقة خطية وشر يجب أن لا نتساهل فيها أو نصهين عليها بل يجب إدانتها والحكم عليها وأن نتوب عنها أمام الرب ونتركها فنرحم . الرب يحمينا من الإستباحة كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته لذلك رفض وحرم من البركة وذلك كما جاء فى عبرانيين 12 :16 و 17 " لئلا يكون أحد زانيا او مستبيحا كعيسو الذى لأجل أكلة واحدة باع بكوريته . فإنكم تعلمون أنه أيضا بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكانا مع أنه طلبها بدموع " . ثالثا : إنها لم تصدق كلام الرب على فم الملاكين , فشكت فى كلامهما ووصيتهما لهم بعدم النظر إلى الخلف فنالت جزاء عدم إيمانها وشكها وصارت عمود ملح لكى تكون عبرة للأجيال القادمة الرب يحسن إلينا ويزيد إيماننا فى كل وعوده الصادقة الثابتة وأن يحمينا من أى شك فى هذه الوعود المباركة . رابعا:لقد عز عليها أن تترك كل ثروتها وتخرج بدون ممتلكاتها خالية الوفاض . فقلبها كان متعلقا بالخير الزمنى المتروك . وبذلك نستطيع أن نقول أنها خرجت بالجسد من سدوم بينما ظل قلبها هناك مع الممتلكات وهذا ما قاله الوحى المبارك فى متى 6 : 21 " لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا " . الرب يحسن إلينا حتى لا نكنز لنا كنوزا على الأرض بل فى السماء حتى تكون قلوبنا أيضا فى السماء فلا تتعلق قلوبنا بالعالم والأشياء التى فيه . كما نصلى لكى يحسن إلينا الرب حتى لا نلقى رجاؤنا على غير يقينية الغنى بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شىء بغنى للتمتع- تيموثاوس الأولى 6 : 17 . لأنه سريع الزوال كالنسر الذى يرفع أجنحته للسماء ويطير ويختفى , كما جاء فى أمثال 23 : 5 " لأنه إنما يصنع لنفسه أجنحة . كالنسر يطير نحو السماء " . وللإلهنا كل المجد والإكرام من الأزل وإلى الأبد ,آمين .
| |
|
sabir25 المراقب العام
عدد المساهمات : 992 4 تاريخ التسجيل : 14/11/2009
| موضوع: رد: إمرأة لوط السبت يناير 09, 2010 2:27 pm | |
| | |
|