أهم ثلاثة أشخاص فى حياة حتشبسوت
وأعتقد أن أهم ثلاثة أشخاص في حياة هذه الملكة العظيمة أولهم ابنتها نفرو رع - ثم ماتت ابنتها الكبرى “نفرو-رع” الأمر الذي جعلها حزينة دائما، إلا أنها رغم ذلك شيدت مسلتين كبيرتين في معبد الكرنك،
وثانيهم هو المهندس سنموت الذي بني لها معابدها, خاصة معبد الدير البحري الذي تظهر فيه عبقرية معماري فذة وأعتقد أن المرضعة ست ـ اي ـ ان كانت الشخصية الثالثة المهمة في حياتها.
أما بالنسبة لابنتها نفرو رع فقد عهدت بتربيتها إلي سنموت ولدينا تمثال رائع من البازلت بالمتحف المصري يظهر الابنة في أحضان هذا المهندس. وكان سنموت هو المشرف علي أعمال الملكة ويعتقد أنه من أصل نبيل, مما أهله للسلطة العليا علي الموظفين في عصرها, فقد تولي علي الأقل عشرين منصبا مختلفا في حياته منها مربي الأميرة نفرو رع وحيدة الملكة, وقد شيد لنفسه مقبرة في القرنة والأخري بالدير البحري بجوار المعبد, وهذا شرف لم ينله أحد من قبل.
أما المرضعة ست ـ اي ـ ان فيعتقد أن المقبرة غير المنقوشة بوادي الملوك والتي تحمل رقم60 هي المقبرة الخاصة بهذه المرضعة. وهذه المقبرة تقع أسفل المقبرة رقم20 وهي المقبرة الخاصة بالملكة حتشبسوت فكما سمحت لـ سنموت أن يدفن بجوار معبدها, فقد سمحت للمرضعة أن تدفن بجوار مقبرتها بوادي الملوك.
أين هى مومياء الملكة حتشبسوت ؟
واستطاعت الملكة حتشبسوت أن تحكم مصر كأقوي امرأة لمدة تصل إلي20 عاما إلي أن توفيت في عام1483 ق. م. وليس لدينا معلومات كافية عن صراعها مع تحتمس الثالث الذي اغتصبت منه العرش.. و كانت حتشبسوت أختا غير شقيقة وزوجة للملك تحتمس الثاني. وعندما توفي هذا الملك تولي الحكم من بعدة ولده الصبي تحتمس الثالث - فهل ماتت ميتة طبيعية ؟ أم أن الصراع بينها وبين تحتمس أدي إلي قتلها وذلك لعدم العثور علي مومياء هذه الملكة حتي الآن.
أما المقبرة رقم60 بوادي الملوك فهي المقبرة التي قد تضيء لنا ضوءا علي مومياء الملكة حتشبسوت. فقد كشف عن هذه المقبرة هيوارد كارتر عام1903 ودخلها بعد ذلك إدوارد عام1906 وآخر من عمل بها هو الأمريكي راين عام1989. وهي مقبرة صغيرة غير منقوشة تقع مباشرة أمام مدخل المقبرة رقم19 وهي مقبرة مونت حر خفيشف إف. وقد دخلت هذه المقبرة ثلاث مرات وتتكون من مدخل ذي درجات ذات سطح خشن يؤدي إلي ممر بطول25 سم ذي نيشة صغيرة وعثر بداخلها علي بقايا أثاث جنائزي يشمل غطاء تابوت وبقايا أوان فخارية مرسوم علي جدرانها عين الأوجات وهي العين المقدسة, واحدة تنظر لمدخل المقبرة الأخري عند حجرة الدفن والتي توجد علي امتداد المدخل وهي حجرة مربعة صغيرة تحتوي علي العديد من القطع الأثرية الصغيرة المتناثرة, وهي خالية من أي شيء آخر ويبدو أنه لم يكتمل العمل فيها. وقد عثر داخل هذه المقبرة علي مومياوتين واحدة كانت موجودة داخل تابوت خشبي عليه نقش يشير إلي المرضعة الملكية وآخر حرفين من حروف مرضعة الملكة حتشبسوت وداخل التابوت مومياء وبجوارها عثر علي مومياء أخري.
ولأسباب غير معروفة قام هيوارد كارتر عام1906 بنقل المومياء التي داخل التابوت, والتي يعتقد أنها خاصة بالمرضعة, إلي المتحف المصري والغريب أنه لا يوجد لدينا وصف لهذه المومياء, بل ولا توجد صورة واحدة منشورة في أي كتاب إطلاقا.
وقد طلب مني متحف المتروبوليتان أن ألقي محاضرة بالمتحف بمناسبة وجود معرض عن الملكة حتشبسوت هذا المعرض عبارة عن قطع أثرية مختارة من العديد من المتاحف بأمريكا وأوروبا, وقد شاركت مصر في هذا المعرض بخمس قطع فقط. ولذلك فقد وجدت أن هناك اكتشافات جديدة تتعلق بالملكة في معبد الكرنك, خاصة الخراطيش التي عثر عليها للملكة ومعها خراطيش الملك تحتمس الثالث. وقد بدأت رحلة البحث عن مومياء الملكة حتشبسوت عندما دخل رونالد راين المقبرة عام1989 وجد مومياء ملكة, حيث تظهر من خلال وضع اليدين, فاليد اليسري مثناة علي المرفق ومغلقة علي الصدر, بالإضافة إلي أنها ذات شعر طويل وممتلئة الجسد وبحالة جيدة من الحفظ. وقامت الأثرية إليزابيث توماس بعمل دراسة علي هذه المومياء, وأعلنت أن هذه المومياء هي خاصة بالملكة حتشبسوت. وقد دخلت المقبرة وشاهدت هذه المومياء ووجدت فعلا أنها مومياء مهمة, ولكن تضخم الجثة جعلني أحاول العثور علي المومياء الأخري واتضح أنها مسجلة برقمcg كتالوج جنرال رقم61056 وعثر عليها بالطابق الثالث بالمتحف المصري وهو طابق مغلق به العديد من المومياوات منها مومياء لسيدة مجهولة وتوابيت للكهنة التي عثر عليها داخل خبيئة كهنة آمون بالدير البحري عام1891.
ووجدت أن هذه المومياء تحمل العلامات الملكية المعروفة من حيث وضع اليدين وكذلك الوجه بالسمات الملكية والقدمان علي طريقة تحنيط مومياوات الأسرة18. لكن الغريب أن طول هذه المومياء نحو105 سم أما التابوت فيصل طوله إلي2 متر, أي أن هذا التابوت المنقوش عليه مرضعة الملكة حتشبسوت لا يمكن أن يخص هذه المومياء. بل العكس أن المومياء الموجودة داخل المقبرة رقم60 قد تكون هي مومياء المرضعة, أما المومياء الموجودة بالمتحف المصري, فأعتقد أنها خاصة بالملكة حتشبسوت كيف تم هذا؟ في الأسرة21 ـ22 عندما بدأ كهنة آمون في الحفاظ علي المومياوات الملكية كانوا ينقلون المومياوات من مقابرها إلي مقابر مجاورة أخري, وبعد ذلك تنقل المومياوات إلي الخبيئات المخصصة لذلك. ولذلك أعتقد أنهم نقلوا مومياء الملكة حتشبسوت من مقبرتها رقم20 بوادي الملوك إلي مقبرة مرضعتها, وهي مقبرة مثل الخبيئات تماما, حيث تقع أسفل الأرض وغير ظاهرة للعيان. ولمحاولة خداع أنصار الملك تحتمس قاموا بنقل المرضعة من التابوت إلي الأرض ووضعوا مومياء الملكة حتشبسوت داخل التابوت ليعتقد من يدخل المقبرة أنها المرضعة.
هذا مجرد رأي ولكن هناك أدلة وأهمها أن لدينا بالمتحف المصري مومياء ملكية يعتقد أنها خاصة بالملكة العظيمة حتشبسوت.. وعموما, فإن هذا الموضوع يحتاج إلي دراسة علي المومياوتين. وهذه هي بعض الأسرار التي نعرفها عن هذا الوادي العجيب المليء بالأسرار والألغاز.
************************************
العثور على تمثال لحتشبسوت أسفل مسلتها
جريدة الأهرام بتاريخ 1/6/2006 م السنة 130 العدد 43641 أعلن د.زاهي حواس, الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار, التفاصيل الكاملة لكشف أثري مهم, حيث تم العثور علي تمثال لحتشبسوت في منطقة مسلة حتشبسوت وهذا التمثال يضاف الي تمثال آخر تم اكتشافه العام الماضي لشخص يدعي حتب نفر الذي يطلق عليه( الطيب الجميل ) وقد صرح د.زاهي حواس: أنه سيتم خلال اجتماعات اللجنة تحديد الوسائل والأساليب الحديثة التي سيتم من خلالها استخراج التمثالين بالشكل الذي لا يؤثر علي سلامة المسلة, وأضاف أنه سيتم أيضا تحديد الأعمال التي ستقوم بها البعثة في الموسم المقبل الذي يبدأ في سبتمبر المقبل بالإضافة الي مناقشة ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية.
***********************************
بعد وفاة تحتمس الثاني، أعلنت زوجته الملكة حتشبسوت نفسها وصية على عرش تحتمس الثالث. وبعد عامين، طالبت بالعرش لنفسها.
وحتى يكون حكمها شرعيا، ادعت أنها ولدت من الرب آمون، حين تجسد في جسد أبيها تحتمس الأول، والتقى بأمها الملكة أحمس.
وقد صورت حتشبسوت علي هيئة رجل يرتدي الزي الملكي، من التنورة الملكية واللحية المستعارة. أثناء حكم حتشبسوت تمتعت مصر بالسلام في الداخل والخارج، وأرسلت حملات تجارية لأرض بونت، جنوب السودان أو إيريتريا، وبنت معبدها في الدير البحري.
وقد سجلت على جدران معبدها أحداث حملاتها، وأسطورة ولادتها الربانية. وبعد عشرين عاما من حكمها، اختفت حتشبسوت، وتم تدمير مقبرتيها