إننا جميعا نواجه مشاكل الحياة بقوة الإرادة والتصميم على اجتياز المحن. غير أن أولئك الذين تركوا الإدمان حديثا يضطربون بشدة لأقل توتر أو لأقل مشكلة ويظهر ذلك في زيادتهم لجرعة المخدر أو تغيير نوع المخدر لنوع أشد تأثيرا... ومعنى ذلك أن إرادتهم قد تضعف سريعا في مواجهة المشاكل في الفترة الأولى بعد التوقف عن الإدمان . إن ما يحتاجه الناقهون من الإدمان في هذه الفترة هو التخطيط الجيد والمساعدة السليمة.
إن ما يحتاج إليه هؤلاء الناقهون هو الحد من التوترات والحد من مضاعفات مواقف معينة وذلك بتغيير استجابتهم لهذه المواقف.
ولذلك سوف نناقش مشاكل الأوقات العصيبة وكيفية الاستعداد لها... وهذه المواقف منها ما هو بسيط مثل( يجب أن أنجح هذا العام) ومنها ما هو حيوي ( ماذا أفعل لكي تعود زوجتي للمنزل). ولكي نبحث هذه المواقف وكيف نستعد لها يجب أن نجيب عن عدة أسئلة منها:
1- معرفة حقيقة المشكلة ودرجة الاهتمام بها.
2- المعرفة الكافية بدقائقها وكيفية الحصول على معلومات تساعد على تفهمها .
3- كيف أحصل على مساعدة أهل الخبرة بصفة خاصة .
4- وقد تحتاج إلى معلومات
5- يجب أن يتخير الإنسان الأولويات من الاحتياجات والمشاكل لخوضها ووضع حلول لها. ولتحقيق ذلك يجب أن تكون الآمال والأحلام قليلة وواقعية حتى يمكن تحقيقها والانتقال لغيرها.
أما إذا تنوعت الأحلام والطموحات والعقبات والمشكلات فأن ذلك يؤدى إلى تشتت الإنسان بينها ويصل إلى تحقيق لاشيء من كل شيء.
وفي النهاية فان كلا منا يحتاج إلى دعم الآخرين له، ويحتاج للإصغاء لمن هم أكثر حكمة منه لآرائهم وأخذ مشورتهم ومساعدتهم والاعتماد عليهم مؤقتا في المواقف العصيبة.
إن جماعة الناقهين من الإدمان يجب أن يتدارسوا فيما بينهم وبين أنفسهم وفيما بينهم وبين الطبيب المعالج لهذه المشاكل ...ولمناقشة هذه المشكلة هناك عدة نقاط هامة حتى تصل جلسة التدريب هذه لنتائج إيجابية:
أولا: توضيح وجود مثل هذه المشاكل التي تواجههم في فترات النقاهة من واقع خبراتهم ومن خلال ذلك تخرج المجموعة بموعظة من كل هذه المشاكل كدرس لمستقبلهم.
ثانيا: ما يجب على كل منهم عمله مع الأزمات والمصاعب وتختلف المشاكل التي قد تناقشها مجموعة من الناقهين عن غيرهم - ولذلك يجب تسجيل كل ما يدور في هذه الاجتماعات لكي يستبصرها أفراد هذه الجماعة لإضفاء قوة جديدة لهم أو لتذكيرهم بأهمية الوقاية منها .
ثم أن أكثر هذه المشاكل التي تواجه الناقهين هي إحساسهم بأنهم ضحية لمفاهيم وأفكار خاطئة ولتربية غير سليمة وتبدأ مبادئ الانطواء بعيدا عن المجتمع كنوع من التأنيب النفسي ويبدأ العداء للعالم أجمع.
أن مناقشة هذه المشاكل وطرق حلها يأتي من خلال ثلاث طرق:
1- سرد مشاكل حدثت في الواقع لأحد الناقهين الذين تعرضوا لضغوط أدت إلى العودة للإدمان وكيف أمكنهم بعد ذلك التغلب عليها وطرق بناء دفاعات بالشخصية لكل من هذه المشاكل.
2- عن طريق المناقشة مع جماعة الناقهين لمراجعة هذه المشاكل وكيف يتسنى لكل منهم التغلب عليها .. وهذا قد يكون أيضا أسلوبا مفضلا للبعض حيث تدرك المجموعة حقيقة حجم المشكلة من زملائهم.
3- قد يحتاج الأمر إلى وجود نماذج حية لهذه المشاكل يتم نقاشها فتأخذ شكل النقاش الجماعي مع سرد لحالات حية من المجموعة المعالجة أو من المعالج لهم.
ويجب على المعالج كتابة كافة الاقتراحات التي تطرحها الجماعة لعلاج مشاكلها كلها وكتابتها إما على هيئة مجلة حائط أو على هيئة ورقة مطبوعة بعد الجلسة