ياسر عرفات ياسر عرفات (
24 أغسطس 1929[1] -
11 نوفمبر 2004)،
سياسي فلسطيني ورمز لحركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال. اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكنيته "أبو عمار". رئيس
السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام
1996. ترأس
منظمة التحرير الفلسطينية سنة
1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام
1964، وهو القائد العام
لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام
1959. كرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في
تقرير مصيره. قاد الكفاح الفلسطيني من عده بلدان عربية بينها
الأردن ولبنان وتونس، ودخلت قوات
المنظمة مع
القوات الأردنية في
حرب أهلية داخل المدن
الأردنية، وبعد خروجه من
الأردن أسس له قواعد كفاح مسلح في
بيروت وجنوب لبنان، وأثناء
الحرب الأهلية في لبنان إنضم إلى قوى اليسار في مواجهه قوى
لبنانية يمينية. وخرج من
لبنان إلى
تونس بعد أن حاصرته
القوات الإسرائيلية في
بيروت الغربية بعد
الإجتياح الإسرائيلي للبنان. أهم تحول سياسي في مسيرته حدث عندما قبل
بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242مؤتمر مدريد، وبعد قبول
المنظمة بحل الدولتين دخل في مفاوضات سرية مع الحكومة
الإسرائيليةاتفاقية أوسلو والتي أرست قواعد
سلطة وطنية فلسطينية في الأراضي المحتلة وفتح الطريق أمام المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على الحل الدائم. بعيد توليه السلطة، فاز مع
إسحاق رابين وشمعون بيريزبجائزة نوبل للسلام عام
1994[1][2].
بعد انعقاد تمخضت عن توقيع
بداية مشوارهياسر عرفات في سنوات الأربعينات
ولد في
القاهرة [1] واسمه محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة
فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، ونسبه من جهة أمه يتفرع من
عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر
المقدسية الشهيرة التي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني
[2]. قضى عرفات مراحل طفولته وسني شبابه الأولى في
القاهرة. توفيت والدته زهوة عندما كان في الرابعة من عمره بسبب مرض الفشل الكلوي
[2]، أرسل بعدها مع أخيه فتحي إلى
القدس حيث استقرا عند أقارب لهم في
حارة المغاربة، ولكن سرعان ما تم إرساله إلى أقارب أبيه عائلة القدوة في
غزة حيث مكث هناك حتى سن السادسة من عمره عندما تزوج والده بامرأة ثانية، حيث عاد إلى
القاهرةوتولت أخته أنعام تربيته فيها. وأنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في
القاهرة حيث اكتسب في تلك الفترة
لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته. في سني صباة وشبابه تردد على بعض المنفيين
الفلسطينيين، وأصبح مقرباً من أوساط المفتي
أمين الحسيني الذي كان منفياً في
القاهرة، كما تعرف في تلك الفترة على
عبد القادر الحسيني ولعب مع ابنه
فيصل الحسيني.
في سن السابعة عشرة قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (
جامعة القاهرة حالياً)، فدرس الهندسة المدنية، وفي تلك الحقبة تكتلت وتشكلت في هذه الجامعة تنظيمات [إسلامية وفلسطينية كان أشهرها
الإخوان المسلمون. بعد مقتل
عبد القادر الحسيني في
أبريل من عام
1948 في
معركة القسطل ترك الدراسة وتطوع في إحدى فرق
الإخوان المسلمون التي حاربت في
غزة[2]. وبعد دخول
القوات المصرية إلى
فلسطين وإعلان قيام دولة
إسرائيلللإخوان فعاد محبطاً إلى
مصر حيث واصل دراسته في الهندسة، كما واصل نشاطه السياسي، فانتخب في عام
1951 مع
صلاح خلف (أبو إياد) لرئاسة اتحاد الطلاب الفلسطينيين في
القاهرة. في
حرب 1956 تجند لفترة قصيرة في الوحدة
الفلسطينية العاملة ضمن
القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، وبعد تسريحه هاجر إلى
الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية. تم حل المجموعات المسلحة
عرفات و قيادات
حركة فتح في لقاء لأول مرة مع رئيس مصر
جمال عبد الناصر في
القاهرة ثماني أشهر بعد تولي عرفات رئاسة
منظمة التحرير الفلسطينية 1969
بعد الصعوبة التي واجهتها
حركة فتح في فتح مقاومة من الأراضي المحتلة، بدأت الحركة بتأسيس قواعدها على خطوط التماس المواجهه
للضفة الغربية بموافقة
الأردن، فأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في
قرية الكرامة في منطقة
غور الأردن. في عام
1968 حاول
الجيش الإسرائيلي العبور وإجتياز الأراضي الأردنية وتحطيم مراكز المقاومة التي كانت آخذة في التشكل، وعندما علم قبيل ذلك بنية
الجيش الإسرائيليتوجيه ضربة لقواته رفض الانسحاب وأمر قواته بالبقاء على الرغم من انسحاب
بعض التنظيمات الفلسطينية، فتصدت قواته التي كانت مدعومة من مدفعية القوات
الأردنية
[2] للقوات
الإسرائيلية ودخلت معها في معركة شرسة عرفت باسم
معركة الكرامة انتهت بإجبار
القوات الإسرائيلية على الانسحاب تاركة ورائها العتاد والقتلى. كانت
معركة الكرامة قفزة كبيرة بالنسبة له على صعيد المقاومة، إذ أعلن عن انتصار المقاومة ومحو عار
هزيمة 1967، حيث بدأت تتوافد في تلك الفترة جموع المتطوعين
الفلسطينيين وانضم
لحركة فتح الآلاف، وأصبحت الحركة الأكبر من بين التنظيمات الفلسطينية، كما شجع ذلك بعض التنظيمات الفلسطينية على القدوم إلى
الأردن.
المقاومة في الاردنفدائي من
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينالأردن عام 1969 في
في
3 فبراير 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح بذلك القائد الأعلى
لمنظمة التحرير الفلسطينية،التي كانت تضم عدة تنظيمات
فلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته
[6]. وبعد توليه المنصب أرسى عرفات تطبيق سياسة المقاومة المسلحة لتحرير
فلسطين، وفي هذا الإطار قامت
حركة فتح بسلسلة من الأعمال المسلحة ضد أهداف
إسرائيلية تهدف إلى إنهاء دولة
إسرائيل واقامة دولة
فلسطينية علمانية يعيش فيها جميع أهل
فلسطين بمختلف دياناتهم وطوائفهم متساوون في الحقوق والواجبات، وفي هذه الأثناء ،وقعت
الأردنالفلسطينيين، ومن جهة أخرى أصبحت
الأردن تمتلئ بتنظيمات
فلسطينية صغيرة تمارس السلطة بدل السلطة
الأردنية، وهي بذلك تخرق بشكل سافر السيادة
الأردنية وتشكل دولة داخل دولة
[2]. تحت طائلة الضغوط من بعض الدول العربية من جهة ة التي كانت تطالبها بتوفير كل دعم ممكن للمقاومين
وفي
سبتمبر من عام
1970 بدأت تتصاعد المواجهة بين التنظيمات
الفلسطينية والسلطات
الأردنية، مع العلم أن هذا التوتر كان قد بدأ بالفعل منذ عام
1969، وكان الصراع قد بدأ بمناوشات خفيفة بين
الفلسطينيين والدرك
الأردني،
لكن الأمر تصاعد مع الزمن وبدأت تزداد حدة المواجهة بين الطرفين، ولم تفلح
كل الجهود والوساطات التي بذلت سواء من جانب دول عربية أو من جانبه، إلى
أن إتخذت المواجهة بين التنظيمات
الفلسطينية والسلطات
الأردنية منحنى خطير بعد أن جرت محاولة
اغتيال فاشلة لملك
الأردن الحسين بن طلال، وكذلك في نفس الشهر تم اختطاف طائرتي ركاب وتم اجبارهما على الهبوط في الأراضي الأردنية. وهذه الأحداث جعلت الملك
الأردنيالأردن على أراضيه
[1]. فبدأ
الجيش الأردني عملياته ضد التنظيمات
الفلسطينية بقصف مكثف على القواعد العسكرية
الفلسطينية خصوصا في منطقة
إربد، لكن القصف والمواجهة سرعان ما توسع ليشمل معظم الأراضي
الأردنية، وخلال هذه المواجهات إرتكبت مجازر وقتل آلاف ا
لفلسطينيينأيلول الأسود. وفي عام
1971 غادرت المقاومة
الفلسطينية برئاسته إلى
لبنان لتبحث لها عن موطئ قدم آخر للمقاومة
[2]. أكثر تصميماً على وضع حد لتدهور سيادة وهو ما يعرف باسم أحداث
قبل تاسيس حركة فتح ومنذ العام 1958 كان ياسر عرفات قد تجول فى فلسطين
مع احد أقدم مؤسسى الثورة وهو محمود على ابوبكر من جنين الذى عاصر فترة
عام ال48 وكان من المقاتلين القدامى وقد ساهم بشكل كبير فى بداية تاسيس
الثورة على تنظيم الخلايا العسكرية فى الضفه الغربية وتجول مع ياسر عرفات
فى معظم مناطق الضفه والداخل وكان معهم أبو الاسمر من قرية الطيبة .
فترة لبنانالفدائيين الفلسطينيين في
لبنانخرج من
الأردن بالسر، وبدأت قوى المقاومة التي كان قد تم طردها من المدن
الأردنية إلى أحراش
جرش في الانتقال إلى
لبنان بموجب اتفاقية مسبقة مع الحكومة
اللبنانية أشرف عليها الرئيس
المصري جمال عبد الناصر[7]، وتم تأسيس مقر قيادة في
بيروت الغربية وقواعد مقاومة في
الجنوب اللبناني في المنطقة التي عرفت باسم فتح لاند وبدأ رجال المنظمة بالفعل بشن عمليات مسلحة ضد
إسرائيل، لكن سرعان ما اندلعت
حرب أهلية لبنانية طاحنة، وجدت
المنظمة نفسها متورطة فيها كطرف من حين لآخر لا سيما أن قوى وطنية من
الموارنة[8]الفلسطيني، وعلى الرغم من محاولاته مع بعض الزعامات الفلسطينية استيعاب ما حدث في
الأردنوالتركيز على المقاومة إلا أن دخول المقاومة لدوامة الحرب والعنف كان أمر
من الصعب تجنبه في ظل حالة الاستقطاب التي كانت سائدة بين يسار مرحب
بالفلسطينيين ويمين معادي لهم
[9]، لكن اللافت أكثر في الحقبة
اللبنانية هي حدوث تحول في مواقفه و
المنظمة من دمج العمل المقاوم مع النشاط السياسي، ففي عام
1974 تم قبول خطة المراحل
[5] والتي ظاهرياً لم تتخلى عن الهدف المعلن وهو القضاء على دولة
إسرائيل بل أعلنت أن
المنظمة مستعدة لاقامة دولة فلسطينية على أية أراضي فلسطينية يتم تحريرها. وبهذه الروحية توجه بخطاب شهير أمام
الجمعية العامة للأمم المتحدة في
نيويورك عام
1974 أشهره عبارته الرمزية الموجهة ل
إسرائيل عندما قال أن المسدس في يدي وغصن الزيتون في اليد الأخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، كذلك رفض خطة
تقسيم فلسطين والتي أقرتها
الأمم المتحدة، وضرب مثلاً على قرارالتقسيم بالمرأتين اللتين تنازعتا على طفل عند الملك
سليمان وشبه موقفه، بموقف المرأة التي رفضت تقسيم ابنها بحسب ما أمر به سليمان لإستجلاء الحقيقة. كذلك أوضح في خطابه عدم عداءه لل
يهود إنما هو يعادي
الصهيونية. عارضت التواجد
وعندما أبرمت
مصر بقيادة
محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد عارض هذه الاتفاقية والتي كانت تحتوي بنود تعطي الشعب
الفلسطيني الحق في إقامة حكم ذاتي داخل الأراضي
الفلسطينية.
وكان تواجد المقاومة
الفلسطينية في
جنوب لبنان بمثابة الشوكة التي تقض مهجع
إسرائيل، ولهذا سارعت
إسرائيلجنوب لبنان إثر عملية فلسطينية مسلحة على الطريق الساحلي داخل
إسرائيل. هذه العملية سماها الإسرائيليين
عملية الليطاني وتم خلالها قصف كثير من مراكز المقاومة
الفلسطينية، وبطلب من
لبنانالأمم المتحدة وأرسلت قوات
اليونيفيل للإنتشار جنوب النهر، وبعد ذلك أكملت
إسرائيل انسحابها من
لبنان، لكن الحرب والعمليات العسكرية استمرت في تلك المنطقة لتصل إلى الذروة، بإجتياح إسرائيل شبه الشامل ل
لبنان. بإرسال قواتها لاجتياح تدخلت
اجتياح لبنان 1982 مقال تفصيلي :
حرب لبنان 1982مغادرة مقاتلي
منظمة التحرير الفلسطينية لبيروت
في
6 يونيو 1982 بدأت
القوات الإسرائيلية هجومها بقصف مركز على المناطق الساحلية في
الجنوب، وبدأت قواتها في الإندفاع ،عبر المنطقة التي كانت تنتشر فيها قوات
الأمم المتحدة، وقد أعلن وزير الدفاع
الأسرائيليأرئيل شارون أن هدف القوات الإسرائيلية التوغل 30 كيلو متر، بهدف إبعاد خطر الصواريخ
الفلسطينية، وقد تصدى
الفلسطينيين للقوات الإسرائيلية بما يحملونه من عتاد وأسلحة خفيفة بأسلوب حرب العصابات، وقد لاقت القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة في
قلعة شقيف، لكن التقدم الإسرائيلي إستمر، وبعد إيام سقطت
صيدا و
الداموردمشق -
بيروت. وفي
9 يونيو وصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف
بيروت وقامت بتطويق
بيروت الغربيةبما في ذلك القيادة الفلسطينية برئيسها ياسر عرفات، لكنها لم تجرؤ على
التقدم أكثر، فقد إستطاعت القوات المشتركة والمقاومة الفلسطينية بزعامته
من الصمود أمام جيش حديث مدجج بأحدث الأسلحة البرية والبحرية والجوية. لكن
تواصل القصف الذي لم يعرف له مثيل أجبر القيادة الفلسطينية على التفاوض
للخروج نهائياً من
لبنان، حيث أبرم اتفاق تخرج بموجبه المقاومة الفلسطينية تحت الحماية الدولية من
لبنان، مع ضمان أمن العائلات
الفلسطينية[9]. وقد غادر عرفات
بيروت بسفينة
فرنسية مع كثير من جنوده، كما غادر على سفن أخرى آلاف المقاتلين الذين تم توزيعهم في شتى البلدان العربية. وقد اتجه عرفات إلى
تونس التي كانت قد أعلنت موافتها على استضافة القيادة الفلسطينية، وأسس فيها مقر القيادة الفلسطينية. وتقدم الجيش الإسرائيلي حتى وصل إلى طريق
اتفاقيات أوسلوعرفات,
كلينتون ورابين حين
إتفاق أوسلوبعد الخروج من لبنان ،ركز ياسر عرفات جهوده على العمل السياسي ،الذي يبرع فيه.فكانت ذروة هذا العمل السياسي
إعلان الاستقلال الفلسطيني من قبل
المجلس الوطني الفلسطيني والقاء ياسر عرفات خطاب في 13 ديسمبرأمام الجمعية العامة في
جنيف والتي نقلت مقرها إلى جنيف بشكل مؤقت بسبب رفض الحكومة الامريكية ،منحه تأشيرة دخول إلى
الولايات المتحدة.كذلك
أطلق ياسر عرفات مبادرته للسلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، والتي
كان قد أقرها المجلس الوطني الفلسطيني ،والتي تعتمد اقامة دولة فلسطينية
في الاراض التي احتلت 1967 تعيش جنبا إلى جنب ،مع دولة إسرائيل،
[2]وبناء عليه فتحت الإدارة الامريكية ، برءاسة
رونالد ريغانحوارا مع منظمة التحرير الفلسطينية.نظرت إسرائيل بكثير من التوجس والقلق
،إلى السياسة البراجماتية التي اتبعها عرفات ،والتي كانت في محصلتها، محو
آثار العمليات التي قامت بها بعض التنظيمات الفلسطينية في أوائل السبعينات
والتي لاقت في حينه استنكار عالمي ووصفت بالارهابية
[3]. و حصول المنظمة على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، و اعتراف كثير من المحافل الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية ،و
دولة فلسطين التي كانت قد اعلن عن قيامها من الجزائر
[4]،على
الرغم من أن ذلك كان على الورق .مع ذلك استمرت إسرائيل في التعامل مع
المنظمة كعدو وقامت قوات كوماندوز إسرائيلية بإغتيال خليل الوزير مساعد
عرفات والرجل الثاني في المنظمة
[5] قبيل هذا الاعلان بأشهر.كذلك رفضت حضور المنظمة كممثل للشعب الفلسطيني في
مؤتمر مدريدفينهاية 1991.لكن إسرائيل اضطرت في نهاية الامر، وبسبب الضغوطات الدولية إلى
التعامل مع المنظمة، وعلى ذلك ،عندما تغير الحكم في إسرائيل ،انخرطت
إسرائيل ومنظمة التحرير ،في مفاوضات سرية ،أسفرت عام 1993 عن الاعلان عن
اتفاقيات أوسلوحيث قام ياسر عرفات ،بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية، بالاعتراف رسميا بإسرائيل ،في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء
الإسرائيلي
اسحق رابين،في
المقابل ،اعترفت إسرائيل، بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد
للشعب الفلسطيني.ولكن قبل ذلك، حدث لعرفات حادث ، في أبريل من عام 1992
عندما تحطمت الطائرة التي كان يستقلها ،في
الصحراء الليبيةقتل خلال الحادث ثلاثة من مرافقي عرفات ،لكن عرفات نجا من الحادث ،فبشهادة
من كانوا معه أشار عليه أحد الطيارين ، بأن المكان الآمن في الطائرة هو
مؤخر الطائرة ،فتوجه عرفات إلى مؤخر الطائرة ،وقام مرافقوه بالاحاطة به
وضمه بالبطانيات والحشايا، وهكذا نجا عرفات ،لكنه اصيب بارتجاج في المخ
،ادى إلى اصابته برجفة خفيفة في شفتيه لم تفارقه حتى مماته.في عام 1991 تم
اغتيال الرجل الثالث في منظمة التحرير صلاح خلف أبو اياد حيث تم توجيه
اصبع الاتهام إلى قوى راديكالية فلسطينية يقودها
صبري البنا ولكن بعض الاعضاء في حركة فتح يعتقدون ان غيابة عن الساحة السياسية كان يصب في مصلحة عرفات
[6].
عرفات رئيس السلطة الفلسطينية مقال تفصيلي :
السلطة الوطنية الفلسطينيةفي اطار
اتفاقيات أوسلوتم اقامة سلطة وطنية فلسطينية ،مرحلية مؤقتة ،لحين البدء ،في مفاوضات الحل
النهائي ،والوصول لحل الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967.وفي 1 تموز
1994 عاد ياسر عرفات ،مع أفراد القيادة الفلسطينية ،إلى الاراضي التي
اعلنت عليها السطة ،وهي(أجزاء من الضفة وقطاع غزة)وقد التزم عرفات خلال
ذلك، بإيقاف الاعمال المسلحة ضد إسرائيل ونبذ
الارهاب[7].بعد اتفاقيات أوسلو ،أثر الهدوء النسبي الذي ساد، فاز عرفات واسحق رابين و
شمعون بيرس ب
جائزة نوبل للسلام.ولم يلبث عرفات ،أن انتخب رسميا كرئيس فلسطيني للسلطة الفلسطينية، في انتخابات كانت مراقبة من قبل الرئيس الامريكي
جيمي كارتر فاز عرفات بنسبة88% من الاصوات
[8].ومع
انه اتخذ لنفسه لقب الرئيس الفلسطيني ،الا انه بقي يشار اليه من قبل
المحافل الغربية بلقب تشيرمان عرفات (كلمة ليست بدرجة رئيس).في شهر يوليو
من عام2000 التقى ياسر عرفات ،مع رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود براك في
كامب ديفد ،تحت غطاء واشراف الرئيس الامريكي
بيل كلينتون.في
ذلك اللقاء، كان لدى الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي طموح يرتقي
في سقفه إلى توقيع اتفاقية حل نهائي، ينهي النزاع الفلسطيني
الإسرائيلي.لكن عرفات خيب ظن الامريكيين والإسرائيليين ورفض التوقيع على
الحل المطروح ،الذي اعتبره عرفات منقوصا ،ولا يلبي من وجهة نظره السقف
الذي يطمح له الفلسطينيين وهو اراضي عام 1967 بما فيها، القدس الشرقية.أما
إسرائيل فقد اعتبرت انها قدمت في هذه المباحثات ،اقصى ما يمكنها تقديمه
،وألقت باللائمة على ياسر عرفات ،ووافقتها الإدارة الامريكية على ذلك.من
هنا بدأت حالة من الشد والجذب وحتى العداء بين إسرائيل وياسر عرفات على
الرغم من المحاولات اللاحقة في لقاء
طابا للتوصل إلى اتفاق.وقد توافق ذلك ،مع اندلاع
انتفاضة فلسطينية ثانية(الانتفاضة الثانية) التي كانت قد بدأت بالفعل قبل لقاء طابا وقد اتهمت
إسرائيل ياسر عرفات ،بالتحريض على أعمال العنف من طرف خفي أو بشكل موارب
وأحيانا في العلن ،سيما شعاره الذي كان يرفعه للمطالبة بالقدس الشرقية(عل
القدس رايحيين شهداااء بالملاييين).وعلى الرغم من تمتع عرفات بشعبية واسعة
لدى الفلسطينيين سيما في عقد الثمانينات بعيد الحرب على لبنان،وأثناء
الانتفاضة الفلسطينية الاولىالا ان شعبية عرفات قد تدنت أثناء رئاسته للسلطة حيث وجهت للسلطة وبعض
أقطابها اتنقادات تتعلق بالفساد وسوء الإدارة الأمنية والمالية والمدنية
والمؤسساتية في إدارة شؤون الفلسطينيين داخل أراضي السلطة
[9] ،
[10]. في المقابل حركة
حماسالتي عارضت اتفاقية اوسلو بدأت شعبيتها في تلك الفترة في الصعود خصوصا في
قطاع غزة بسبب شعور الكثير من الفلسطينيين بالاحباط مما وصلت اليه أوضاعهم
الأمنية و المعيشية من سوء
[11][12].
عرفات تحت الحصار في مقره برام اللهبعد مباحاثات كامب ديفد وطابا بدأت الدوائر الامريكية وأوساط من
الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين الإسرائيليين بالقول أن ياسر عرفات لم
يعد يعتد به بمعنى عدم جدوى التفاوض مه
[13]في هذه الأثناء أزداد العنف والعنف المضاد وارتكبت عدة عمليات إنتحارية
أسفرت عن مقتل كثير من الإسرائيليين وعلى الرغم من شجب عرفات واستنكاره
الواضح لهذه الأعمال بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي
أرئيل شارونالذي كان على عداء مرير مع ياسر عرفات ولا يثق به ويرفض مقابلته بتحميله
مسؤولية مايحدث .في هذه الاجواء قامت إسرائيل بمنعه من مغادرة رام الله
لذلك لم يحضر عرفات مؤتمر القمة العربية في بيروت في 26 مارس 2002 خشية
ألا يسمح له بالعودة اذا غادر الاراضي الفلسطينية وفي 92 مارس من نفس
السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه
ورجال الشرطة الفلسطينية وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها
الجيش الإسرائيلي ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك
[14]بينما
كان عرفات صامدا في مقره متمسكا بمواقفه في تلك الفترة بدأ يتقاطر عليه في
مقره بالمقاطعة مئات المتضامنين الدوليين المتعاطفين معه.كذلك تعرض عرفات
من قبل الإدارة الامريكية وإسرائيل لحملة لاقصائه عن السلطة أو ابعاده عن
مركز القرار فيها بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت اليه الأوضاع في أراضي
السلطة الفلسطينية من تدهور ففي يوم24 مايو2002 طلب الرئيس الامريكي
جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة وبسبب الضغط الدولي وانسداد الافق السياسي إضطر عرفات للتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء
محمود عباس ولكن عباس سرعان ما استقال وتولى المنصب
أحمد قريع.
تدهور صحته ووفاتهقبر عرفات
فيرام الله, التقطت في-
24 ديسمبر 2004.
في يوم الثلاثاء
12 أكتوبر 2004ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما
أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض
مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)،
ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة
أصيب به منذ تشرين الأول/أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم
تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفاً عاماً وتقلباً في
المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.
تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية
تشرين الأول/أكتوبر 2004، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن
ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى
مستشفى بيرسي في
فرنسا في
29 أكتوبر 2004.
وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوباً بطاقم طبي وقد بدت عليه
معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الانباء الغربية
تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك