شي غيفارا

شي غيفارا .. بعد 42عاما على رحيله لا يزال رمزاً توشم صورته على الأجساد



هافانا - ( د ب أ) :
ارنستو شي جيفارا عاش حياة خاطفة ومات صغيرا وترك جثة إن لم تكن جميلة المحيا فإنها على الاقل تنطق بصفاء روحي باطني.
بيد أن المقاتل الثوري الذي ولد في الارجنتين ترك وراءه أيضا تراثا من
الأفكار ضد الظلم في أمريكا اللاتينية وغيرها مما حوله إلى نجم على
المستوى العالمي وان اثار حوله جدلا لا حدود له. وهو لا يزال رمزا بعد
مرور 40عاما على موته.

صورة شي جيفارا - لاسيما تلك التي دخلت عالم الخلود على يد المصور الكوبي
البرتو كوردا وقد ارتدى البيريه الشهير وقد توسطته نجمة واحدة وهو ينظر
نظرة سرمدية - تستخدم في العالم كمجسد يساري أو مجرد رمز للتمرد الشبابي.

وهي مطبوعة على ملايين القمصان (ال تي - شيرت) والاعلام والملصقات
والخواتم الكبيرة بل وحتى الاجسام في صورة وشم على غرار ذلك الذي يزهو به
أسطورة كرة القدم الارجنتيني دييجو مارادونا.

وإدراكا منهم لتأثير صورته فان المسؤولين عن موت جيفارا في 9تشرين أول -
أكتوبر عام 1967في بلدة هيجويرا في بوليفيا اخفوا جثته التي ظلت مفقودة
على مدى 30عاما. لكن هذه الفعلة لم تؤد إلا إلى ترسيخ أسطورة شي جيفارا في
أذهان الجماهير.

في مقال له مؤخرا قال القاص الكوبي ايفان دي لا نوز "بالنسبة لليسار المتشدد فان تميمة تشي تعني انتصارا ثقافيا بعد هزيمة عسكرية.

وقد راحت كوبا الشيوعية ترقب بعين الرضا النجاح التجاري لشخصيتها العظيمة
برغم أنها بمسلكها هذا إنما تكشف عن موافقتها على الممارسات التجارية التي
طالما انتقدها شي . وتمتلئ الجزيرة بجداريات وملصقات وتماثيل "المقاتل
البطل" أو اشهر عباراته كما تمتلئ الاسواق بسلع شي التي يشتد الاقبال
عليها لا من قبل السياح فحسب بل يقبل عليها أيضا عدد كبير من الكوبيين
المتحمسين.

لكن الكوبيين يحرصون على الاشارة إلى أن مشاعرهم جد مختلفة.

فقد صرح طالب الطب اندريه جاتورنو لوكالة الانباء الالمانية ( د.ب.أ)
بقوله "هنا في كوبا كلما اتيحت لنا الفرصة لاقتناء تي - شيرت شي فإننا
نرتديه بقدر كبير من الحب والعاطفة وليس على سبيل الموضة لأننا حقا نحس
به".

وقد دأب سانيك سانشيز جيفارا حفيد شى على انتقاد مسلك تستغل فيه شخصية
المناضل من قبل الدولة في كوبا "كرمز معنوي وأخلاقي للثورة ثم كسلعة من
بقايا الثورة".

بيد أن غالبية من مؤيدي الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو يختلفون مع هذا
القول. وقال البرتو جرانادو صديق شي منذ الصبا في برنامج وثاقي مؤخرا "في
البداية أزعجني أن أرى هذه الرموز بيد أني أدركت أنني كنت على خطأ وان
أحدا لم يصبح مليونيرا من بيع قمصان تي - شيرت".

وقال جرانادو "ان وجود صورة شي على القمصان هو بالنسبة للشباب طريقة
لازعاج آبائهم . فحتى هؤلاء الذين لا يعرفون من هو شي يعرفون أن وجوده هو
طريقة لمضايقة آبائهم الذين لم يفعلوا شيئا لخلق عالم أفضل . إن الرموز هي
أيضا طريقة لإثبات الوجود".

وبالنسبة لفينراندا في جارسيا مديرة نصب شي جيفارا في سانتا كلارا في كوبا
فان بيع رموز للمناضل "هو جزء من تأثير شخصية شي في السنوات التي رأى فيها
الشباب في جيفارا تعبيرا عن التمرد وروح المقاومة أو التغيير والتحول".

وصرحت لوكالة الانباء الالمانية ( د.ب.أ) بقولها " ما من احد صار ثريا من
هذه الصور وكل ما يباع إنما يباع تلبية لاحتياجات اناس لهم أفكارهم
وآمالهم وتطلعاتهم."

وبعد 42عاما من وفاة شي تبدو كوبا غير مستعدة للتوقف عن استغلال الشخصية
التي أسهمت إلى جانب فيدل كاسترو في تدويل أفكار الثورة الكوبية.